عدّ أستاذ في علم النفس سورة يوسف واحدة من أعظم سور القرآن الكريم، مشيرا إلى أنها تركز على موضوعات اهتم ّ بها علم النفس الحديث وفي مقدمتها الرؤى والأحلام وتفسيرها، كما اشتملت السورة على جوانب أخرى مثل الإلهام والاتصال فيما وراء الإحساس والإدراك والعين وتأثير العقل والناحية الانفعالية على الصحة الجسمية.
وقال ضيف معرض الرياض الدولي للكتاب، أستاذ علم النفس في الجامعات السودانية البروفيسور الدكتور مالك بابكر بدري في محاضرة ألقاها في خميسية الأديب الراحل حمد الجاسر بعنوان ” تأملات نفسية في سورة يوسف “: إنه بالرغم من قلة الفهم بطبيعة الأحلام، إلا أنّها ذات أهمية خاصـّة على الصحة النفسية للإنسان والحيوان، مبينا أنه يمكن التعرف على النائم وهو يرى رؤيا أو حلم من حركات عينيه السريعتين ” ٌRapid eye movement ” مشيرا إلى أنه إذا حُرم الإنسان أو الحيوان من الأحلام المنامية بإيقاظه فإنـه ّيصاب بالتوتر.
وأضاف : الأحلام والرؤى نعمة من الله على الإنسان لتخفف عنه مشاكل اليوم و توتراته.
وتابع الدكتور بابكر يقول إن المدرسة السلوكية ترى أنّ الأحلام نبضات كيموكهربائية في الدماغ ثحدث بالصدفة في أماكن مختلفة من دماغ النائم ، فيما يحاول الدماغ إعطاؤها صورة مقبولة.
ورأى أن للرؤى المنامية مكانة سامية في الإسلام، فالأذان للصلوات الخمس أتانا من رؤيتين تطابقتا من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن صحابي آخر فأخذ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا قد صنعوا جرسا للأذان.
وأضاف : أن سورة يوسف تحدثنا عن رؤى مختلفة وعن تعبيرها، فرؤية يوسف صغيرا ً عندما رأى أحد عشر كوكبا ً والشمس والقمر له ساجدين، ورؤيته الفتيان في السجن أحدهما يسقي ربه خمرا والآخر يحمل فوق رأسه خبزا ً تأكل الطير منه وحلم الملك وهو يرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف, وقول يوسف عليه السلام للفتيان إنه كان يحدثهما عن كل طعام قبل أن ياتيهما.
وأشار إلى أن سورة يوسف تبيّن كيف أوّل يوسف – عليه السلام – هذه الأحلام والرؤى بطرق مختلفة، فالذي قال إنه رأى نفسه يعصر للملك خمرا ً قد أفرج عنه وعمل خادما للملك وعصر له خمرا، والذي حمل فوق رأسه الخبز أولها له بأنـّه سوف يصلب وتأكل الطير من رأسه، الأولى كما هي والثانية رمزية، كذلك حلم الملك كانت البقرة رمزا ً للسنة ورؤيا يوسف الرمزية صغيرا ً تحققت بسجود والده وأمه وإخوانه.
وتابع أن العالم النفسي المسلم الذي يعالج المرضى يجب عليه أن يعبر أحلام المرضى برمزية ترفع من روحهم المعنوية وتقوي ثقتهم بأنفسهم.
ومضى الدكتور بابكر إلى القول إن سورة يوسف تتحدث أيضا ً عن ما وراء الحواس حيث يشعر النبي يعقوب بقدوم خبر إبنه الذي فقده منذ أن تحركت الإبل من عاصمة مصر “إنـّي لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون”، وقال “ندرس هذه الظاهرة ضمن ما نسميه بالباراسيكولوجي فهي تحدث للأشخاص العاديين كالخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما صاح “يا سارية الجبل” أما النبي يعقوب فهي قد تكون جزءاً مما يوحى إليه، كما تحدثنا السورة عن العين والحسد أو ما يسميه البعض السحر، حيث خاف يعقوب على بنيه من عين الحسـّاد فقال لهم لا تدخلوا من باب واحد.
التعليقات
اترك تعليقاً