توصل باحث سعودي إلى طريقة جديدة للقضاء على متبقيات المبيدات في الأغذية من خلال استخدام الأشعة المؤنية، التي تسهم في تحسين جودة الغذاء، وتقضي على متبقيات المبيدات في الأغذية المحفوظة وتعمل على تفكيكها وتخفيض تركيزها تحت المستوى المسوح به عالمياً.
وحصل الدكتور أحمد بن علي بصفر الباحث في معهد بحوث الطاقة الذرية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على براءة اختراع أمريكية من خلال مشروعه البحثي بعنوان: “التخلص من متبقيات مبيدات الآفات في الأغذية باستخدام الأشعة المؤينة”، الذي استمر تنفيذه في مختبرات معهد بحوث الطاقة الذرية ثلاث سنوات.
وأوضح الدكتور بصفر أن فكرة المشروع تبلورت في ظل نتائج الدراسات البحثية التي أثبتت تواجد عدد من متبقيات المبيدات في عدد من الأغذية في أسواق المملكة بمستويات تتعدى الحدود المسموح بها دولياّ (Maximum Residue Level, MRL) ومنها التمور والعنب وغيرها من الأغذية ذات الأهمية للمملكة.
وأكد أن تقنية تشعيع الأغذية اثبتت جدارتها وسلامتها وجدواها الاقتصادية عبر سنوات عديدة من الأبحاث على مستوى العالم واعتمدتها كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وتم تطبيقها في عدد كبير من دول العالم، مبيناً أنه على مستوى المملكة قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتمويل مشروع بحث عن سلامة تقنية تشعيع الأغذية وجدواها الاقتصادية في المملكة نفذته عدة جهات حكومية وبناء على توصيات هذا المشروع صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على تقنية تشعيع الأغذية واستيراد وتصدير الأغذية المحفوظة بالإشعاع .
وقال :”عند إجراء دراسة مسح على متبقيات المبيدات المستهدفة والمنتجات الغذائية المعنية في الأسواق بالرياض في المرحلة الأولى كانت 93% من عينات الدراسة خالية من متبقيات المبيدات، وفي المرحلة الثانية تمت عمليات القضاء على المبيدات الثلاثة المعنية بالدراسة في محاليل مائية من خلال استخدام جرعات إشعاعية متفاوتة بحد أقصى 10 كيلو جراي، وتم التخلص الكامل من هذه المبيدات
بجرعات إشعاعية محدودة، ومن ثم تم تنفيذ البحث على الأغذية المعنية وذلك بحقنها بالمبيدات المستهدفة بتراكيز تفوق الحدود المسموح بها دولياّ ومن ثم تم
تعريضها لجرعات اشعاعية تتوافق مع الجرعات الإشعاعية الاسترشادية والمقترحة
وبين الدكتور بصفر أن هذه الجرعات الاسترشادية تتفاوت بحسب الهدف من تشعيع الأغذية مثل القضاء على الإصابة الحشرية في التمور وتأخير الاستزراع في البطاطس والبصل وتأخير النضج في الفواكة مثل العنب والفراولة بحيث لا تتطلب عملية القضاء على متبقيات المبيدات في الأغذية من تعريضها لجرعات إشعاعية إضافية بل يكتفي بالغرض الأساسي من التشعيع .
وأكد الدكتور بصفر أن جرعة إشعاعية تبلغ واحد كيلو جراي كافيه للقضاء على مبيد بريموفوس ميثيل في البطاطس، وكافية لتأخير الاستزراع في البطاطس لعدة شهور، كما أنها كافية أيضاً للقضاء على نفس المبيد في التمور وكافية للقضاء على الإصابة الحشرية خلال فترة تخزين التمور.
وأفاد الباحث في هندسة الإشعاع الدكتور بصفر أن هذه البراءة ستعزز من أهمية تقنية تشعيع الأغذية في المملكة، حيث تتيح لشركات الأغذية الوطنية فرص تحسين جودة الأغذية وسلامتها للمستهلك مع تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة نتيجة تحقيق هدف إضافي وهو القضاء على متبقيات المبيدات في الأغذية.
التعليقات
ماشاءالله تبارك الرحمن
الله يزيدك من علمه / ويرزقنآ بالابتعآث
بالتوفيق
اترك تعليقاً