نضحك كلما تذكرنا مشهد الراحل علاء ولي الدين في فيلم «الناظر» حين ظل يصرخ: أنا زي أبويا في الشدة شديد وفي القوة قوي، وفي مشهد آخر لصانع الابتسامة عبد المنعم مدبولي حين تقمص دور طبيب نفسي وطلب من مريضه الذي يعاني من القزامة أن يصرخ بأعلى صوته: أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل، كلها مشاهد تلخص أن هناك من يعاني من عقد تظل مكبوتة إلى أن يشاء الله وتظهر، ولكن حين تطفو على السطح لا يعلم كوارثها على النفس والغير إلا الخالق.

فالعقدة أو المركب في علم النفس هي فكرة أو مجموعة من الأفكار المركبة والمترابطة تسري فيها شحنة عاطفية، وقد تعرضت للكبت الكلي أو الجزئي فغدت مصدرا للتنازع والتصارع مع أفكار ومجموعات أخرى تحظى بالقبول تقريبا من جانب المرء، والعقدة النفسية في اعتبار مدرسة التحليل النفسي هي المبعث على تصرفات لا واعية تصدر عن الشخص، أو هي «اتجاه انفعالي لا شعوري لا يبرح يؤثر في التفكير والسلوك على الرغم مما أصابه من الكبت والنسيان»، وبتطبيق هذه التعريفات على رئيس كوريا الشمالية البدين منذ الطفولة ستجد تفسيرات لما يحدث من الدكتاتور الصغير.

ففي المذكرات التي كتبت عن طفولة رئيس كوريا الشمالية ذكروا أنه كان يضرب الأطفال ويدهس القطط والكلاب ولا يبكي وكان يرسم أعلام الدول الغربية ويبصق عليها، ولا نعلم تفسيرا لما كان يفعله هذا الطفل سوى أنها عقد ترسخت فيه لكراهية الحياة والغرب.

هذا الطفل الذي غير تاريخ ميلاده ليصبح 1982 لأسباب رمزية، رغم أنه  ولد في الـ8 من يناير من عام 1983 أو 1984 وهو الابن الثالث والأصغر لزعيم كوريا الشمالية السابق كيم جونغ إيل.

 

وربما تكون واقعة التحاقه  بمدرسة داخلية في سويسرا  باسم مستعار على أنه ابن موظف في سفارة كوريا الشمالية في جنيف، لنها تأثير على طفولته وما ترتب على هذه الواقعة من عقد ترسبت داخله.

 

ما زرعه المقربون في نفسية رئيس كوريا الشمالية جناه الجميع عقب وصوله للحكم في عمر الـ28 عاما، فقد رسخ الزعيم الشيوعي لكوريا الشمالية حكمه من خلال سلسلة من الإعدامات طالت زوج عمته جانغ سونغ ثايك أواخر 2013، ما أثار مخاوف لدى مناهضي سياسته.