وصف المنسق العام لـ ” الهيئة العليا ” للمفاوضات، رياض حجاب، المعارضة بأنها في “ أسوأ أحوالها ”، خلال حديث أجراه مع صحيفة “ الحياة ” اللندنية، ونشرته اليوم.
وقال حجاب ردًا على انتقادات أداء المعارضة، “ أنا أيضًا أنتقد أداءها، الحقيقة أن المعارضة السورية في أسوأ أوضاعها وأحوالها، فهي مشتتة وغير مؤهلة لتقود المرحلة ”.
وعن “ الهيئة العليا ” التي يمثلها، أوضح حجاب أنها “ نتاج مكونات مختلفة للمعارضة السورية، وبالتالي هذا ينعكس على أدائها ”.
حديث حجاب جاء في لقاء أجرته الصحيفة، عقب زيارته إلى باريس، ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غداة لقاء الأخير مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وقبل تسلمه الرئاسة في فرنسا، عبّر الرئيس الفرنسي الجديد عن تأييده لرحيل النظام السوري بالطرق السلمية، ورجّح ألا يكون الحل عسكريًا.
وخلال اللقاء أكد المنسق العام على “ ضرورة استمرار المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف، وليس في أستانة ”، مشيرًا إلى أنه “ لم تتبلور بعد استراتيجية أمريكية بالنسبة إلى سوريا ”.
وأضاف “ كنت في واشنطن الشهر الماضي والتقيت المعنيين بالملف السوري في الخارجية والكونغرس، إلا أن الأولوية لهم مكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي ”.
لقاء حجاب بماكرون وصفه بأنه “رسالة واضحة للشعب السوري، مفادها أن فرنسا مستمرة على النهج ذاته ومع تطلعات الشعب بأن يطمح للحرية والانتقال من نظام ديكتاتوري عسكري إلى دولة ديموقراطية مدنية ”.
ونقل المعارض السوري عن ماكرون قوله إن فرنسا تسعى مع كل الشركاء، ومن ضمنهم روسيا، للوصول إلى حل سياسي مرضي للسوريين.
حجاب علّق على مفاوضات جنيف الأخيرة، بالقول إنها لم تحقق أي نقلة نوعية للانتقال السياسي، عازيًا السبب “ لرفض النظام أن يتحدث في الموضوع، أو أن يكون جديًا في العملية السياسية ”.
واعتبر أن “ هذا يضيع كل الوقت ويستثمر الدبلوماسية الدولية لشراء المزيد من الوقت، وتحقيق مكتسبات على الأرض، سواء كان النظام أو حلفاؤه الروس أو الإيرانيين”.
وتمنى منسق “ الهيئة العليا ” صدور موقف دولي “ حازم ” بخصوص سوريا، مردفًا “ ما يطرحه الألمان والأوروبيون الآن، هو أنه لا يمكن إعادة الإعمار في سوريا وبشار الأسد موجود”.
بينما تصر روسيا على بقاء الأسد، وترى في إزالته “فراغًا سياسيًا”، وهنا قال حجاب إن “ البديل لبشار الأسد ليس شخصًا بل مؤسسات وشرعية، وإلى الآن لم تنجح المعارضة السورية بتكوينها ”.
ولفت إلى أن “ الفرصة مواتية حاليًا، ويجب أن توحد المعارضة صفوفها وتنشئ جبهة واحدة عسكرية- سياسية- مدنية تستطيع أن تحل محل النظام ”.
كما دعا المعارضة السورية للاستفادة من مسار “ المناطق الآمنة ”، في تعزز وجودها على الأرض، موضحًا “ لا يجوز أن تكون المعارضة مقيمة في فرنسا أو تركيا أو أي بلد آخر، بل يجب أن تكون مع الشعب السوري وتعيش معاناته، وهذه فرصة ذهبية يجب استثمارها ”.
التعليقات
اترك تعليقاً