أكد الكاتب والصحفي المصري هشام النجار أن قطر سعت طيلة أعوام لجعل جماعة الإخوان تحت سلطتها ونفوذها، وها هم ضحاياهم بالمئات من الآلاف في مصر وليبيا والعراق وسوريا واليمن، وكان من المقرر والمنتظر أن تعبث بباقي الدول وتلحقها بمن سبقها في الفوضى والسقوط والتشرذم.

وأضاف خلال مقاله على صفحات صحيفة العرب أن قطر وجماعة الإخوان عولا على انتصارات التكفيريين المسلحين من قاعدة ودواعش وعلى توسعاتهم على الأرض، ظنا أنه من الممكن أن تتم الاستعانة بهم وربما انتظارهم فعليا لحل أزمة التيار الإسلامي مع السلطات في الدول العربية بطريقتهم الهمجية الفوضوية وباستهداف بنية الدول ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، وصار الوحش الأيديولوجي التكفيري مبرمجا بيد رعاته إلى اللحظة المناسبة التي تدق فيها ساعة الانفجار والصراعات الطائفية الساخنة.

ورأى أن قطر صعدت شيئا فشيئا عداءها للدول العربية ووصل ذروة الهوس في أعقاب تطورات ما بعد أفول عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ومن ناحيتها صعّدت جماعة الإخوان لهجة الخطاب باستخدام المصطلحات والأبعاد الدينية، وانجرف الشباب الإسلامي للعنف والتكفير والعمل السري المسلح في مراحل الصراع السياسي التنافسي خلال مرحلة انتقالية بالغة الحساسية والدقة سواء ما يتعلق بالأوضاع الداخلية الأمنية والاقتصادية، أو ما يتعلق بالتحديات الخارجية.

ولم تكن ممارسات قطر والجماعة خالصة لإعلاء شأن الدين أو دفع المظالم، بل مقاصد خبيثة للمزيد من تعميق التناحر الداخلي في العمق العربي طمعا في الغنيمة أو الهيمنة غير المستحقة لدولة محدودة أصابها هوس السيطرة، وامتزجت الصراعات الأيديولوجية والفكرية الداخلية بالصراعات الإقليمية من أجل الهيمنة على مجتمعاتنا، وصار النظام العربي برمته رهنا لتعدد أقطاب الصراع وتعارض مصالحهم، في مشهد غنائمي تسعى قطر وتركيا وإيران لاقتسامه.

واعتبر أن قطر لا تريد رؤية دولة عربية كبيرة قائمة، فلديها عقدة نقص وترغب في تحويل المنطقة إلى دويلات صغيرة .

وأشار إلى انه لم يكن هناك مفر أمام الدول العربية من التحرك بصورة حمائية وصولا إلى عمل جماعي يحرر العرب من آثار سنوات الفوضى الكارثية على المنطقة.

وأوضح أن النظام العربي يتحرك الآن بفاعلية داخل بؤر الصراع لمواجهة حقيقية وناجزة ويتخذ قرارات سياسية ودبلوماسية حاسمة لصد تلك المضاعفات الخطيرة الزاحفة نحو تغيير الخارطة الديمغرافية من العراق إلى ليبيا، والهادفة إلى تقويض الاستقرار السياسي العربي وتفجير الصراعات المذهبية ونشر الفوضى المسلحة من خلال دعم تنظيمات أيديولوجية ومذهبية تكفيرية سنية وشيعية.

ورأى أن الحديث يدور اليوم حول مصير الجهاديين والإخوان الذين تدعمهم وتحتضنهم قطر، بعد التحرك العربي الأخير الذي سحب منهم ورقة قطر، وبالتالي لم يعد أمامهم سوى تركيا.

وكشف أن ربيع الإخوان وقطر انتهى دون رجعة، فسير بعض الدول الموهومة بالنفوذ والتوسع وراء التصورات الإخوانية ورط الجميع، وثبت فشل الرهان على الراديكالية الإسلامية بنسختيها، فما تواجهه قطر يتزامن مع ما تواجهه إيران نتيجة أحلام ومطامع متشابهة.

وفي الأخير اعتبر أن مصير الإخوان إما التسليم والتراجع، وإما التشظي إلى خلايا سرية والتحول إلى العمل المسلح. أما التكفيريون المسلحون فسيسعون لاستثمار ما حدث لاجتذاب المزيد وفرض حربهم الانتقامية عبر الإرهاب غير المرئي وغير المرصود. إنها حقبة جديدة من المواجهة بين العالم والإرهاب، في ما بعد القضاء على حضوره على الأرض وقطع أذرع مموليه.