هل عبارة ” الرجال يثارون بمجرد النظر ” تعني أن جميع الرجال في صراع عنيف مع رغباتهم الجنسية؟، ويرى العلم أنها الطريقة غير الصحيحة التي يعرض فيها الأمر. فنحن عادة ما نسمع أخباراً عن الكيفية التي يواجه فيها الرجال أكبر مشقة في حياتهم وهي الرغبة الجنسية، وكثيرًا ما قيل لنا أن المرأة يجب أن تتصرف بطريقة معينة حتى لا تثير شهوة الرجال.

هل يثار الرجال تلقائيًا بسبب التحفيز البصري؟

من المعروف علمياً، أن الرجال “بصريون” بالمقارنة مع النساء، فقد أظهرت الأبحاث النفسية أن الرجال عندما يثارون جنسيًا تضاء الأجزاء البصرية في أدمغتهم، في حين تضاء “مراكز العلاقات” في أدمغة النساء. أي أن الرجال والنساء يستجيبون للإثارة الجنسية ولكن بصورة مختلفة.

تقول الأبحاث أن هناك فرقاً بين أن نقول أنه ” بالنسبة لمعظم الرجال، تنتج الإثارة مبدئيًا من التحفيز البصري “، أو أن نقول ،عندما يرى الرجل تحفيزًا بصريًا، سوف يثار جنسيًا؟.

وفي الواقع تذهب الأبحاث العلمية مع الخيار الأول، الذي يقول أن الرجال سوف يميلون إلى أن يثيرهم جسد المرأة المكشوف أو رؤية الصور الجنسية، بينما القول الآخر يعني أن الرجل عندما يرى جسم امرأة جميلة، فإنه لا يمكن إلا أن يشعر بالإثارة، وهو رد الفعل الطبيعي.

ماذا لو لم يكن ذلك صحيحًا؟

أظهرت الدراسات أن كلًا من الرجال والنساء يميلون إلى التركيز على أجزاء معينة من جسم المرأة وليس جسمها بالكامل، لكنهم لا يفعلون ذلك عندما يتعلق الأمر بالرجال. وقد وجد أحد الباحثين أنه عندما عرض على طلابه في المرحلة الجامعية صورًا غير جنسية لرجل وإمرأة، ثم عرض لهم الصورتين بعد أن غير قليلًا في شكل الصدر أو الخصر في صور الرجل والمرأة، لم يكن الطلاب قادرين على إيجاد الفرق في صورة الرجل، لكنهم لاحظوا الفرق في صورة المرأة، وهذا يدل على أن أدمغتنا مبرمجة لرؤية المرأة كأجزاء، ورؤية الرجال ككائنات كاملة.

التحفيز البصري

الشهوة ليست عملية آلية، حتى لو كانت كذلك بالنسبة لبعض الرجال في بعض الأحيان، فإنها لا تستمر على هذا النحو بشكل مطلق، فعندما يكون الرجال حريصين على البقاء محبين لزوجاتهم والتركيز على رعاية هذا الحب، فإن النساء الأخريات ليس لهن تأثير يذكر عليهم. وعندما يتدرب الرجال على رؤية النساء كأشخاص كاملين بدلاً من أجزاء، سيصبح الصراع مع الشهوة أقل بكثير.

كيف نتعامل مع الرغبة الجنسية؟

نتحدث عن الرغبة بطريقة تظهر فيها كما لو أنها صراع في داخل الرجل، أي انها “معركة كل رجل” و أن “الرجال يثارون جنسياً بصرياً بصورة تلقائية”، وأنها “رد الفعل التلقائي للرجل لدى رؤية فتاة جميلة”، وبالتالي يبدو الأمر وكأننا نقول أنه من الطبيعي أن يقيم الرجل علاقة مع أي امرأة غريبة، ومعظم الناس يرون أن الرجل إذا لم يتصارع مع رغباته فهو ربما أنه ليس رجلاً حقيقياً.

ربما كان هذا الأمر بالنسبة للعديد من الرجال صحيحًا، فالعديد منهم يتصارعون مع شهواتهم. ولكن ينبغي أن نعرف أن هذه ليست معركة بلا نهاية، فهناك رجال انتصروا في هذه المعركة، وهناك رجال لم يخوضوا هذه المعركة أصلاً، دون أن ننفي أنه من الممكن أن يكون الدافع الجنسي عاليًا ولا يمكن التغلب عليه مع كل النساء من حوله.

لكن هذا الصراع ليس حتميًا ويمكن الفوز فيه، فقد يكون صراعًا حقيقياً لكنه مثل أي صراع في الحياة، تمامًا مثل صراع الناس ضد الإفراط في تناول الطعام أو مع تناول المشروبات الكحولية وغيرها من العادات الأخرى، ورغم أن كل من حولنا قد يقولون لك أنه صراع خاسر ولا مفر منه، إلا أنه حتمًا ليس كذلك، بل هو معركة يمكن الانتصار فيها.