احتلت الزيارة المنتظرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز لموسكو، صدراة وسائل الإعلام الروسية.
ويفصلنا عن الزيارة بضعة أيام قليلة، خاصة في ظل سعي البلدين لإيجاد أرضية مشتركة في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية التي تلقى اهتمامًا مشتركًا من الجانبين.
وتستمد أهمية الزيارة المرتقبة للملك سلمان خلال الأيام المقبلة، من الاحتياج الشديد لكلا البلدين للتنسيق والتشاور المتبادل في ملفات عديدة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، لا سيما وأن هناك العديد من الملفات التي لا تزال لم يتم حسمها بشكل رئيسي حتى الآن بين البلدين.
وبشكل عام، حددت شبكة “ روسيا ماترز ” مجموعة من الموضوعات التي ستكون بشكل رئيسي موضوع النقاش بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الزيارة المرتقبة في مطلع أكتوبر المقبل.
وقالت الشبكة الروسية، إن بوتين سيقوم بالتركيز على أوجه التعاون الاقتصادي مع المملكة، وكيفية استغلال الفرص الاستثمارية لضخ جزء من أموال المملكة في صورة مشروعات داخل روسيا، غير أن تلك المحاولات قد لا تصل إلى الطموحات التي يتمناها الرئيس الروسي، خاصة وأن المملكة باتت تعتمد على نهج مغاير يهدف لجذب الاستثمارات داخل البلاد وليس طردها، وذلك ضمن رؤية 2030 التي صاغها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال 2016.
وأشارت إلى أن الظروف الاقتصادية الحالية في المملكة ستجعل من الصعب زيادة التجارة الثنائية من مستوياتها المتواضعة – أي أقل من نصف مليار دولار في عام 2016 – أو توليد بعض المكاسب التي قد يأمل بوتين، مثل توسيع الاستثمار السعودي في روسيا و مشتريات المملكة الرئيسية من الأسلحة الروسية.
النفط
ولفتت “ روسيا ماترز ” إلى أن هناك اهتمامًا سعوديًا روسيًا بالتعاون في إنتاج النفط، ويبدو أنه بدافع من الرغبة المتبادلة في مواجهة التوسع في إنتاج النفط الصخري الأميركي، لا سيما وأن عدم التعاون بين روسيا والمملكة قد يؤدي إلى خفض أسعار النفط إلى ما هو أبعد مما يضر بدخل صادراتهما.
وأوضحت أن استقرار أسعار النفط يساعد موسكو والرياض على المدى القصير، غير أن المشكلة تكمن في تأثيره على المدى الطويل، والذي قد يؤدي إلى تشجيع الإنتاج الصخري الأميركي الإضافي الذي أصبح أقل تكلفة بفضل الابتكار التقني، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من انخفاض الضغط على أسعار النفط في المستقبل غير البعيد.
إيران
وترى الشبكة الروسية أن الملف الإيراني سيكون أهم الأوراق على طاولة اجتماع خادم الحرمين الشريفين وبوتين، لا سيما فيما يتعلق بمحاولات فرض إيران نفوذها في المنطقة، وتحديدًا في سوريا والعراق واليمن، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يشهد مناقشات متشعبة بين الجانبين.
وبحسب الشبكة الروسية، فإن الرياض تعول على عقلانية موسكو في التعامل مع الطيش الإيراني ومحاولاتها المتهورة لفرض نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي قد يملك نصيبًا كبيرًا من المباحثات بين الجانبين، لا سيما في ظل ما يمكن وصفه بالتعامل الغاشم لإيران في العديد من الملفات أبرزها اليمن وسوريا.
صفقات السلاح.
وخلال زيارة الملك سلمان المتوقعة لموسكو، سوف يرغب الجانب الروسى دون شك فى مناقشة تفاصيل بيع أسلحة روسية محتملة للمملكة، فضلًا عن الاستثمار السعودى فى روسيا، غير أن الملك سلمان وابنه ولي العهد سيكونان أكثر تركيزًا على معرفة الخطط التي قد تضعها موسكو للحد من النفوذ الإيراني في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة، والسعي لمعرفة ما إذا كانت هناك فرص استثمارية متبادلة بين الطرفين وليس أحادية الجانب.
التعليقات
اللهم وفق ملكنا لما تحبه وترضاه وسدد على دروب الخير خطاه ,, آمين ,,
اترك تعليقاً