الفقدان المؤلم
تنتاب دواخلنا الكثير من المواجع والآلآلم حين نفقد عزيزا في لحظة عاجلة .
وتبقى في الصدور لوعة وحرقة على فراقهم .
فجعت قبيل الأمس بوفاة عزيز على النفس أرغم كل من عرفه على محبته.
كريم النفس مضياف مليئ بالحيوية والعطاء المتدفق .
رحل أخي سامي بن عبدالله الشريف في لحظة ودون مقدمات إثر حادث اوجع قلوبنا .
كان سامي من النبلاء الذين تهمهم مصلحة الجميع .
ترك فينا آثرا طيبا وإرثا لن يندثر.
ساهم خلال حياته بالكثير من العطاءات وكان له السبق في تنبيه جهات رسمية لعمل مايخدم وادي فاطمة والقرى التي حولها وخاصة قرية الصمد حين شمر عن ساعديه وسافر في رحلات مكوكية بين الرياض ومكة المكرمة من اجل إنشاء مدارس للبنات في قرية الصمد .واستطاع ان ينجز هذا العمل الإنساني الرائع الذي يخدم اليوم الكثير من الاهالي من مشقة ذهاب فلذات اكبادهم الى قرى بعيدة من اجل التعليم .
كان حلما وبات حقيقة .
وعرف عن سامي العمل بهدوء ليغادر ويعمل بصمت ويحقق أحلام الجميع تسبقه طموحاته وآماله لعمل شيء يخدم عشيرته وكل من جاوره.
إتسم سامي خلال مرحلة حياته بالورع ومخافة الله وكل من تعايش معه عرف في دواخله التسامح وطيبة القلب وحين تلمح في عينيه شيئا من الغضب تبهتك إبتسامته التي تعلو محياه لتجد ان كل ماحدث ينتهي في لحظة وكل خلاف تطفئه ضحكه تخرج قلبه لتشع المكان بالفرح حتى وهو في أوج غضبه .
فقدنا سامي الانسان .
وسامي النبيل في مواقفه .
وسامي الذي اختلف معه البعض لكنهم احبوه لإن في دواخله شيء يجذبك نحوه ليترك في النفس حسرة على فرقاه وفي القلب جمرة غضا تبقى مشتعله كلما مررنا حول المكان الذي ملؤه بشعاع الود وصفاء النفس .
فقدانك ياسامي أدمى القلوب وترك في أقفاصنا الصدرية نارا ملتهبه تطفئها فقط ذكريات جميلة عشناها معك لزمن كنت أنت فيه بهي الشيم وكريم السجايا .
رحمك الله ابا محمد وجعلك من أهل الجنة بما قدمت وعملت من خير سيبقى إرثا تحكيه الرجال .
