وقعت المملكة العربية السعودية أول صفقة كبيرة في إطار سعيها لاستثمار ثروتها الهائلة في صناعة التعدين العالمية، حيث وافقت على شراء حصة في وحدة المعادن الأساسية التابعة لشركة “فالي” (Vale SA) البرازيلية.

وبموجب الصفقة، تستثمر المملكة 2.6 مليار دولار في شراء حصة تبلغ 10%، وذلك من خلال مشروع مشترك بين “صندوق الاستثمارات العامة” السعودي وشركة التعدين العربية السعودية “معادن”.

وتعد هذه الصفقة مع أكبر شركة تعدين في البرازيل، وتمنح المملكة مصالح في مناجم لإنتاج النحاس والنيكل ومعادن صناعية أخرى، من إندونيسيا إلى كندا.

كما تحولت صناعة التعدين التي تتسم بأهمية كبيرة في توفير المواد اللازمة للتحول في مجال الطاقة على مستوى العالم، إلى محط تركيز في خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط، مع طموحات لبناء صناعة محلية قوية، وكذلك الاستثمار في الخارج.

من خلال صندوق الاستثمارات العامة، دخلت المملكة في موجة من الاستثمارات العالمية في السنوات الأخيرة، حيث استحوذت على حصص في مختلف القطاعات، من صانعي ألعاب الفيديو إلى شركات صناعة السيارات الكهربائية، لكن صفقة “فالي” هي أول استثمار رئيسي للصندوق في مجال التعدين منذ تأسيسه مشروعًا مشتركاً مع “معادن” في يناير الماضي حمل اسم “منارة”.

ومن المتوقع أن يتم إغلاق صفقة بيع الحصة البالغة 13% بحلول الربع الأول من العام المقبل، وهذا مرهون بموافقة الجهات التنظيمية والرقابية. ستساعد عائدات الصفقة في زيادة الإنتاج السنوي للشركة من النحاس إلى 900 ألف طن متري من 350 ألف طن، وزيادة إنتاج النيكل إلى أكثر من 300 ألف طن من 175 ألف طن.