لا بد لنا أن نستذكر قول المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الشهيرة فهي تجسيد واقعي لما نراه اليوم في كل موسم من مواسم الحج ونعيش ذروته هذا العام 1444هـ حيث قال:

” إنني وأسرتي وشعبي جند من جنود الله، نسعى لخير المسلمين ”

كثيرة هي التسهيلات التي قامت بها القيادة الرشيدة لهذا العام خدمة للحجاج وتأكيداً على تيسير أمورهم فمبادرة طريق مكة التي تمت بالتنسيق هذا العام مع سبع دول ويسرت دخول عدد (أربعمائة ألف حاج) وإنهاء الإجراءات الخاصة بالجوازات والأمتعة من بلدانهم وبكل يسر وسهولة ، بات هناك منصة واحدة (نسك) تقدم مائة وواحد وعشرون خدمة للمستفيد ولمقدمي الخدمات بدلاً من (36) منصة من قبل ومن خلال تطبيق (نسك) يستطيع المستخدم استعراض كافة التفاصيل بكل دقة وبخيارات متعددة تناسب الجميع و بوقت قصير ، سابقآ كان هناك عدد (6) مؤسسات فقط مسؤولة عن تقديم الخدمات للحجاج من الخارج بينما هذا العام أصبح هناك عدد (18) شركة متخصصة وذلك تطبيقاً لرؤية 2030 ومبدأ التنافسية و الشفافية .

القيادة الرشيدة وفقها الله جعلت من أولوياتها خدمة الحجيج والعناية بهم ويبدو الأمر جلياً حيث شارك عدد كبيرمن القطاعات والجهات الحكومية في موسم الحج هذا العام وهذا الأمر ليس سهلاً كما هو معلوم للقاصي والداني. على الصعيد الشخصي ومن متابعتي للإستعدادات التي تجري لموسم الحج هذا العام كنت موقناً أنه وبمشيئة الله سيكون الأمر سلساً وإبداعياً حيث أن الفعاليات التي سبقته مثل إكسبو الحج 2023 الذي حضره ممثلون لخمسة وسبعين دولة وتحدث فيه عدد كبير من صناع القرار ومقدمي الخدمات والمستفيدين وهذه بادرة مهمة لخدمة الحجيج تقدم لهم خدمة ثقافية إثرائية ، كما وعدت وزارة الحج والعمرة بتأهيل أكثر من مائة موقع إسلامي تاريخي ومعرض خلال السنوات المقبلة لها صلة بالتاريخ الإسلامي وبالسيرة النبوية المطهرة.

وفي كل عام ستكون أفضل بإذن الله .لا نغفل هنا ما قدمته الدولة وتقدمه كل عام من دعم سخي وسعي على الإبتكار وتقديم أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي على مستوى العالم والتطبيقات الإلكترونية بعدة لغات مساهمة بتيسير الأمر ويتيح المتابعة الدقيقة للتدخل عند أي طارئ وتقديم أبهى صورة للتنظيم المذهل الذي أبهر العالم كما شاهدنا على كافة المحطات العالمية عموماً والغربية خصوصاً وبكل وضوح (السعوديون والخمسة أيام لموسم الحج ) وكل هذا حرصاً على الحجاج وأدائهم الفريضة بكل سكينة وإطمئنان وأمان .

عودنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه على سخائه وكرمه فقد إستقبل برنامج خادم الحرمين ألف وثلاثمائة ضيف على حسابه جزاه الله كل خير .

كما أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله من خلال إستقباله لكبار الشخصيات بعد أدائهم فريضة الحج نيابة عن خادم الحرمين الشريفين على الإهتمام العالي من قبل القيادة الرشيدة بهذه الفريضة التي يتقاطر المسلمين إليها من كل دول العالم في كل عام وحرصه شخصياً على تقديم أفضل الخدمات للحجيج بكل السبل المتاحة وكل التسهيلات الممكنة من التوجيه بتخفيض التأمين على الحاج بنسبة 77% بالإضافة إلى تفعيل مشاركة المرأة السعودية التي تقف جنباً إلى جنب مع الرجال تساندهم وتتصدى لأي مهمة قد تطرأ خلال موسم الحج .

كما نشهد الآن أكبر توسعة تاريخية في البنية التحتية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتطوير قطار الحرمين وتوسعة مطار الملك عبد العزيز في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة ومبادرة طريق مكة التي قدمت الخدمات هذا العام لأكثر من أربعمائة ألف حاج من سبع دول كما يتم العمل على تحسين الكوادر البشرية الوطنية وتعزيز التعاون بين كافة القطاعات المشاركة الحكومية والخاصة لتقديم ما يحتاجه الحاج من سكن وإعاشة وتنقل ورعاية صحية بكل رقي ومهنية وإحترافية وإنسانية وتعريف الحاج بالأمكنة التي يزورها من خلال الشرح الجيد والمساهمة بتثقيف الحاج إضافة لأدائه لمناسك الحج فتكون تجربة روحية ثقافية متكاملة مريحة وآمنة .

فالحمدالله حمداً طيباً كثيراً، فضيوف الرحمن كانوا عشرة ملايين معتمر وأكثر من مليوني حاج للعام 1444هـ ونقول لهم حللتم أهلا ووطئتم سهلاً “حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً ” وأدام الله على هذا البلد نعمة الأمن والأمان.