في يوم المعلم يتردد الصدى عالياً امام المايكات في طوابير الصباح المدرسية وعلى صدور صفحات الصحف.

قم للمعلم وفه التبجيل :: كاد المعلم ان يكون رسولا ،،

التي يزهوا بها كل معلم وحق لكل معلم ومعلمة ان يزهوا باشرف مهنة عرفها الانسان ،

لكن مهنة التعليم تعقدت كثيراً واتسعت مداءاتها وتشعبت وسائلها واصبح الكل معلِّماً على اختلاف مستويات جودة التعليم ومدى توافقه مع قيم الدين والمجتمع و باختلاف مصادره ، لم يعد المعلم او المعلمة مصدرا واحداً ووحيداً للتعليم وهنا تكمن المفارقة وربما الخطورة ، الثورة الحاصلة في التقنية ووسائل التواصل وسهولة الحصول على المعلومة اياً كانت جعلت على المعلمة والمعلم قدرا كبيرا من المسؤولية واحمالا عظيمة من الامانة التي أبين الارض والسماء ان يحملنها وحملها المعلم !

الامر لم يعد متعلقاً بنقل المعرفه من المعلم الى طلابه فالمعلومات وافرة جداً اينما اتجهت واهم مصادر المعرفة بين يدي الطالب والطالبة وفي جوالاتهم المحمولة ، اصبح دور المعلمة والمعلم هو تحويل هذه المعرفة الى مهارات وتحقيق معايير التربية المستدامة بل والتعليم من اجل التنمية وتكوين شخصية متوازنة للطلاب تتسم بالشمول والإحاطة والواقعية، وتُكرِّس في الطالب القيم الحياتية وفق روح العصر وانبثاقاً من قيّمه الدينية والتفكير المبدع وروح المبادرة ، ولعل اهم واجبات المعلم الان في ظل تدني الرغبة في التعلُّم

هو التركيز على بناء الدافعية لدى الطلاب للتعلم وتكريس مفهوم الحوار والتفاعل مع المواقف المتباينة واستيعاب اكبر قدر من عوامل وادوات التحليل على مستوى الكلمة والمشهد المقرؤ والمسموع والمكتوب للحكم على الاشياء بنضج وبعيدا عن النمطية في التفكير التي اخرجت سابقاً مُخرجاً رديئاً وفاشلاً في خوض غمار الحياة السويّة والتعاطي بنضج مع الافكار والايديولوجيات الهدّامة ، وخروجاً من التلقين الفوقي الى التعلُّم التفاعلي والتعليم التشاركي الذي يراعي محورية الطالب ودور المعلِّم كموجِّه وميسِّر يؤدّي أهدافه التعليميّة من خلال إدارة الحوار وتوجيه السلوك وتشجيع الإبداع وتحفيزه على التفكير المنظّم والإكتشاف وتنظيم التفاعلات وردود الافعال ومساعدة الطالب في الوصول الى المعلومة بنفسة وبادوات اخلاقية وخلاقة ،
سقراط يقول ،،لا شيء يتمّ تعلمه بشكل جيد مثل ما تمّ اكتشافه ،،

وما من شك ان رسالة المعلم والمعلمة رسالة نبيلة وخطيرة فمستقبل العالم بين ايديهم فهم من يربي وينشئ المجتمع القادم ويتحكم كنتيجة لذلك في تكوين فكر الشعوب وثقافتها وقيمها واهدافها ،

يعتقد أفلاطون ضمن ادبياته الفلسفية أننا نحتاج إلى التعليم لمعرفة كيفية العيش بشكل مناسب، و يجب ( كما يقول ) ألا نكتفي بتعلم الرياضيات والعلوم فقط، بل يجب أن نتعلم أيضًا كيف نكون شجعانًا وعقلانيين ومعتدلين وعندها سيتمكّن الأفراد من عيش حياة مُرضية ويكونوا على أفضل استعداد لها ،،،

وبالتالي فعلى المعلم ان يعمل على بناء طلابه وعلى المعلمة ان تبني طالباتها ليكُّن مفكرات مبدعات لديهن القدرة على التعامل مع الواقع بكفاءة واقتدار ، وشجاعة ، وقوة تأثير ، واعتقد بيقين كبير ان ما تقوم به وزارة التعليم اليوم لرفع مستوى المعلمين والمعلمات وتطويرهم ورفع كفاءة ادواتهم وخلفياتهم الثقافية ماهو الا نتيجة ليقينهم ان ماسبق هو الدور الاسمى الذي يجب ان يضطلع به المعلمون والمعلمات توافقاً وتماشياً مع مستجدات العصر وتسارع تطور التقنية واستشراف مستقبل يحتاج الى بناء عقول و شخصيات قوية وفق ادوات ناضجه ودراية واسعة بما سيصبح عليه العالم والتنافسية الشديدة على الصدارة واستحقاق المنافع ،

نحن نفخر اليوم بكل المعلمات والمعلمين في وطننا العظيم الذين يدركون كل ذلك والذين يأخذون كل صباح بأيدي ابناءنا وبناتنا وينصبون وجوههم شطر المعالي السامقات ،و سنقف امام كل المعلمات والمعلمين الذي يدركون كل ذلك ويعملون لتحقيقة ويدركون جيدا دورهم الهام في تحقيق رؤية الوطن العظيمة وتهيئة أجيال المستقبل
وفقاً لمحاورها ومنطلقاتها السامية ، وسنردد امامهم بفخر رائعة احمد شوقي : . . .

اعلمت اشرف او اجل من الذي :: يبني وينشىُ انفساً وعقولا ؟