كم أسعد قلب هذا (العائض) ليس فقط أهل الناجين وخاصتهم بل حتى نحن الآملون أن هناك لازال الكثير من الخيرين وأصحاب القلوب البيضاء الخالية من كل ما يشوبها من سواد (صورني وانا أتصدق أواصلي)

فعلاً كنا في أمس الحاجة لمن يخرجنا من حالة الزيف الدارجة هذه الأيام بكل تبجح، الأكلبي بشجاعته ورباطة جأشه وقبل هذا رحمته ضرب أروع الأمثلة في الإنسانية (والفزعة) كان النهار هادئاً يشوبه شيئاً من المطر والجو العليل

ولم يكن ينبئ لابقليل ولابكثير بأن الوادي سيسيل وينهمر على الأقل من وجهة نظر صبية كانو يمارسون النشوة والعبور حيث عنفوانهم وزمانهم ،

وفجأة وبلا مقدمات أو استأذان ارتعد الوادي من هول السيل المكتظ من جنباته ولكنه لم يهمس للصبية المنتشين بالاسراع بالنجاة، ليحكم قبضته على سيارتهم بعد أن راودها بسرعة وبلا هواده مماجعل ركابها الصبية الراسخون في الشباب وزمانه يشكون برعب أن الوداع مبكراً أزف إلا إذا أراد الخالق عز وجل والمنجي شيئاً يبقيهم إلى أجل وهو كذلك،

وفي أثناء الصخب والمناجين حول الوادي بفزع وأمل جاء المنقذ (عائض) راكباً شيوله لايخاف الموت ولا يلتفت لأحد بل يسأل الله أن يعينه في مهمته التي قليلاً ماينبري لها من الشجعان الأفذاذ ليزحف وسط الوادي الأسود العابر بكل الصخور وبقايه ماصغر وكبر من مقتنيات الناس التي تعترضه ،

وأيقن هذا البطل أن ليس بمقدوره أن يتراجع أو يستسلم لإنه من فئه الأوائل ذو الإحساس الكبير بالآخر ، واستطاع (عائض) أن ينقذهم في ثواني معدودة ورمى بسترة النجاة (بفراف) الأمل البسيط بلا عدة أو عتاد بل بقلبة!

ولم ينسي هذا الجميل رفع يديه بالشكر في خضم المهمة، كل الحاضرين أكاد أجزم بانهمار دموعهم فرحاََ ومن لم تنهمر فعليه مراجعة ماله وماعليه!

ومن شدة الهلع والبرد وإذا بأحد الناجين تصطك أسنانه وترتجف قدميه فأسرع صاحبنا ليكمل بطولته ويلبسه ثوبه ودفئه.

أيها الكرام بالنسبة له وأمثاله ليس مهما أن نكتب عنه أو نشيدبهم لإنهم لاينتظرون مثل هذاولكن بالنسبة لنا إذا لم يجل الحرف مثل هؤلاء فمن…فهو وامثاله يُخلقون ويعيشون ويموتون وضمائرهم وقلوبهم تفيض بالرضا والسعادة،أخيراََكثًر الله خيرك ياعائض الأكلبي.