بتوجيهات ومتابعة مستمرة من قبل ولاة الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه تثبت المملكة العربية السعودية كما في كل موسم الحج السابقة ولله الحمد بأن من موسم الحج لهذا العام 2024م الموافق 1445هـ ولله الحمد هو تجسيد كامل لشعار “يسر وطمأنينة “.

لمن ينظر لمسيرة المملكة العربية السعودية من عهد المؤسس إلى هذا اليوم يدرك تماماً ما بذلته وتبذله من جهود حثيثة لتيسير القيام بهذه الشعيرة الدينية والركن الخامس من أركان الدين الحنيف والقيام بكل ما هو ضروري لتسهيل الحج لضيوف الرحمن كما نجد انه في كل موسم جديد هناك تطورات هائلة وخطط تنظيمية تواكب أحدث ما توصل إليه العلم إن كان على الصعيد التقني أو على صعيد الكوادر البشرية والفرق التنفيذية التي يتم تأهيلها على أعلى المستويات لتنفيذ هذه الخطط بتفاصيلها وتفادي أي خطأ ومعالجته فوراً.

هذا العام بلغ عدد الحجاج (1833164.00) حاجاً من الخارج والداخل وهذا العدد يحتاج الكثير من التنظيم حيث انه يتركز في منطقة جغرافية محددة وخلال وقت زمني محدد لأداء فريضة الحج، ويعتبر هذا الأمر تحدياً لأكثر الدول تقدماً وتطوراً فكيف استطاعت المملكة العربية السعودية أن تنجح ولله الحمد في تيسير أداء هذه الفريضة على مر السنوات.

سنحاول الإجابة على عجالة وبالخطوط العريضة، السبب الرئيسي والذي لا يخفى على أحد هو توجيهات ولاة الأمر والمتابعة الحثيثة من قبلهم حتى لأدق التفاصيل وكلنا أن نعلم أن سمو ولي العهد حفظه الله يتابع شخصياً وعن كثب كل الإجراءات والخطط الخاصة بموسم الحج وهو على راس أولوياته حتى أنه اعتذر هذا العام عن حضور قمة السبعة الكبار لتفرغه لمتابعة موسم الحج لهذا العام وترجمة هذه التوجيهات على أرض الواقع وهذا يعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة بضيوف الرحمن.

ولا بد لنا من أن نلقي الضوء ونشيد بما قدمته القطاعات الأمنية باختلاف تخصصاتها الداخلية و التي شكلت فريقاً متضامناً يشمل قوات أمن الحج ورئاسة أمن الدولة وقوات الطوارئ الخاصة والجوازات بالتنسيق مع وزارة الداخلية ليكونوا كما عهدناهم سداً منيعاً تجاه أي محاولات للتشويش على أمن الحجيج مهما كانت، وبرز استخدام أحدث التقنيات لهذا العام حيث ان التقنية ضرورة لمواكبة العصر لتشغيل المنظومة كما ذكر معالي مدير الأمن العام ، حيث تتدفق بيانات هائلة في أجزاء من الثانية إلى مركز القيادة والسيطرة في مشعر منى والتي يقوم بتحليلها لحظة بلحظة فيتم مراقبة مداخل ومخارج  مكة المكرمة والتنبؤ بالكثافة قبل وصولها وحين خروجها كما تم تطوير منصة لقياس الكثافة في الحرم الشريف وكل المشاعر والتنبه لأي خطر أو تصرف غير محسوب يمس بأمن الحجيج ومتابعة التقارير التي تقدمها وزارة الصحة وبشكل لحظي للتصرف فوراً .

لأول مرة هذا العام يتم استخدام برنامج تقني يختص بتحليل البيانات العددية لرماة الجمرات بداية من الدور الأرضي وصولا على الدور الخامس مع القبو مع تحديد الداخلين والخارجين وعدد من رموا وتوزيع الكثافات على مراحل والطاقة الاستيعابية وبناء الخطط للتفويج مما يضمن السلامة للحجاج، وإدارة منشأة رمي الجمرات بطريقة علمية ومحددة لكل دور بموجب معطيات محددة سلفاً.

للحوكمة دور كبير في تكامل أدوار ومسؤوليات القطاعات الأمنية لكل جهة منها وتنفيذ مهامها بكل دقة ، والجهات الأمنية تمارس دورها اليوم واختصاصها الأصيل في تمكين الحجاج من تأدية مناسك الحج والذين قدموا بناء على اتفاقيات أجرتها وزارة الحج مع دولهم وزودت هذه الجهات بقاعدة بياناتهم كحجاج نظاميين يتم تقديم كل ما يلزم لهم بناء على الخطط الموضوعة سلفاً وتزويدهم بالسوار الإلكتروني الذي يسهل قيامهم بالمناسك بكل يسر وسهولة ويسهل الوصول لهم في حال استدعت الحاجة والحرص على توعية الراغبين بأداء الحج بأن مخالفي الأنظمة والذين ليس لديهم تصريح فهم مخالفين وسيتم التعامل معهم على هذا الأساس حرصاً على سلامتهم وعلى عدم تأثر الحجاج الآخرين نتيجة تدفق أعداد إضافية غير معلومة للجهات المعنية وقد تم ذلك بفضل الله ومنته .

لا بد أن ننوه أخيراً بأن العمل ضمن منظومة واضحة ومرتبة والحوكمة وتضافر كافة الجهات الحكومية وتدقيق ومراجعة القيادة العليا وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر بعد توفيق الله عز وجل أدى لنجاح موسم الحج لهذا العام وتطبيق شعار “يسر وطمأنينة “.

نحن المملكة العربية السعودية.. نفعل ما نقول دائماً.