قد نقابل في حياتنا اليومية الكثير من الشخصيات سواء في العمل أو في الشارع أو في المستشفى أو في أي مكان كان، ولكن من الجميل أن يكون من نقابلهم من الشخصيات التي تجيد وتتقن فن اللباقة في كل شيء، سواء اللباقة في الحوار، التواجد والحضور، التصرفات والأفعال، وأن تجيد لباقة التعامل الحسن.

كم تأسرني تلك الشخصيات اللبقة، فهي تثمن كلماتها قبل أن تلقيها على السامع، وتحرص تمام الحرص على عدم إيذاء الآخرين بكلمات موجعة أو تصرفات رعناء، فتلك الشخصيات تترفع وتنأى بنفسها عن كل ما يعيبها.

كما يأسرني أيضا أولئك الذين يتقون الله في السر والعلن وفي أدق أمور الحياة، أولئك الذين لا يعطون الأمور أكبر من حجمها الحقيقي، المتسامحين الكاظمين لغيضهم، أولئك الذين يهونون على الآخرين الصعاب، الداعمين لغيرهم حتى ولو بكلمة تشجيع صادقة، المتغافلين عن الزلات لتدوم المحبة والمودة في القلوب.

كم هي اللباقة ملفتة عندما تكون في رحابة النفس وحلاوة المنطق ودماثة الخلق الرفيع، والأهم من كل ذلك نقاء السريرة، أمور بسيطة تؤهل الشخص اللبق لدخول أي قلب بدون استئذان.

ما أجمل أن تمر بذاكرة الآخرين فيرددون “الله يذكر فلان بالخير أينما كان” عبارة جميلة الكل يتمنى أن يصل إليها.

إنها اللباقة والرقي حتما عندما تكون حاملا لتلك الصفات ستكون راقيا في كل شيء، في افكارك واهتماماتك وجل أمور حياتك، ستكون بلا شك محلقا في افاق السمو والنبل.

سمو النفس هو أعلى مراحل تقدير الذات وإحاطتها بالصفات الجميلة، حلق بذاتك وترفع عن قاع الجاهلين، سلاما لمن كانت أخلاقه ولباقته عنوانه في هذه الحياة.