عُذْراً دِمَشْق

عُذْرَاً يَا مَدِينَةِ النّقَاءِ

عُذْرَاً يَا عَاصِمَةِ نُزَار

وَمِنْ أَوَّلَ لِقَاءٍ

قَالَتْ

لِمَاذَا الْعُذْرِ

يابن الصَّحْرَاءَ

ثُمَّ أسْتدركت

بِسُؤَالٍ عَنِ الْأَصْدِقَاءِ

وَقَالَتْ

أَيْنَ جُدْرَانِ الْمَدِينَةِ

قُلْتُ لَهَا رَحَّلُوا إِلَى حَيْثُ الْبَقَايَا

وَأَيْنَ نَهْرٍ بَرَدَا

قُلْتُ تَبْقَى مِنْهُ الدُّموعَ

وَأَيْنَ جَبَلِ قَاسِيُونَ

قُلْتُ لِقَدِّ خَرْ مِنَ الْحُزْن

وَأَيْنَ زَهْرَةِ دِمَشْقِ

قُلْتُ لِقَدِّ ذَبُلَتْ

وَأَيْنَ وَرَق الْخَرِيف

فَقُلْتُ طَارَتْ بِلَا عَوْدَةٍ

ثُمَّ نَظَرَتْ عَلَى مَهْلًا

وَقَالَتْ هَلْ رَأَيْتُ قَصِيدَةَ الْمُتَنَبِّيِّ

قُلْتُ أَيْنَ هِي؟

قَالَتْ عَلَى حَجَرَاً أُمَوِيّ

قُلْتُ لَمْ أَرَاهَا بَعْدَ

قَالَتْ تَرَيُّث أذْن

فَقُلْتُ مَاذَا

قَالَتْ أَنَا دِمَشْق

فَقُلْتُ عُذْرًا مَرَّةً أُخْرى

عُذْرَا دمَشْق