في خضم التظاهرات التي اجتاحت كوريا الجنوبية ضد الرئيس، برز اسم السيدة الأولى كيم كيون بشكل واضح، لتصبح محط اهتمام وسائل الإعلام والجماهير. فقد أثارت كيم كيون جدلاً واسعًا وسط الأزمة السياسية الحالية في البلاد، حيث يواجه الرئيس الحالي احتجاجات ضخمة تطالب باستقالته.

لكن السيدة الأولى، التي كانت في قلب الأحداث، لم تسلم من الانتقادات. فقد تعرضت كيم كيون لاتهامات سابقة أثرت على سمعتها العامة وألقت الضوء على جوانب من حياتها الشخصية والمهنية، مما جعلها شخصية مثيرة للجدل في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ كوريا الجنوبية.

‎وتتواصل مظاهرات في كوريا الجنوبية، للمطالبة بإقالة الرئيس يون سوك يول على خلفية أزمة الأحكام العرفية.
‎وكان إعلان يون للأحكام العرفية، الثلاثاء الماضي، محاولة لحظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية صاحبة رابع أكبر اقتصاد في آسيا وتعد حليفاً رئيسيا للولايات المتحدة.

‎وقال يون للأمة في خطاب بثه التلفزيون إن الأحكام العرفية ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية المسلحة نووياً والقوات المناهضة للدولة المؤيدة لبيونج يانج وحماية نظامها الدستوري الحر رغم أنه لم يحدد ماهية التهديدات.

‎لكن في غضون ساعات من الإعلان، أقر البرلمان بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300، بالإجماع اقتراحاً برفع الأحكام العرفية، بما في ذلك جميع الأعضاء الثمانية عشر الحاضرين من حزب يون. ثم ألغى الرئيس الإعلان.

‎ولدت كيم كيون هيي، المعروفة بأسلوب حياتها المميز، في يانغبيونغ باسم كيم ميونغ سين. في عام 2008، غيرت اسمها إلى كيم كيون هي. تبرز خلفيتها العائلية في قضية مؤثرة، حيث تم تبرئة والدتها، تشوي أون صن، من تهم تتعلق بإدارة مستشفى لرعاية المسنين دون ترخيص. ومع ذلك، تواجه والدتها عقوبة تصل إلى عام بسبب إدانتها في قضية احتيال عقاري عام 2023.

‎تاريخ كيم كيون حافل بالجدل. في عام 2019، وُجهت لها مزاعم بعدم دفع الضرائب. هذا بالإضافة إلى التحقيقات التي شملت تلقيها رشاوى لاستضافة معارض فنية، مما أثار الشكوك حول نزاهتها.

‎في عام 2021، ظهرت تقارير تفيد بأنها استخدمت معلومات غير دقيقة في سيرتها الذاتية أثناء تقدمها لوظائف التدريس بين عامي 2007 و2013، ولكنها اعتذرت لاحقًا عن ذلك.

‎انغمست السيدة الأولى كذلك في فضيحة أخرى تتعلق بتلاعب بقيمة 63.6 مليار وون في سهم شركة دويتشه موتورز. على الرغم من تلك الشائعات، لم يتم توجيه أي اتهام لها بسبب عدم توفر أدلة كافية تدينها.
‎خطر كيم كيون هي
‎غالبًا ما يُشار إلى كيم كيون بأنها “خطر كيم كيون هي”، حيث يُعتقد أن ماضيها قد يضر بسمعة زوجها السياسية.

‎هذه الأمور ألقت بظلالها على دعم الرئيس، الذي انخفضت معدلات تأييده إلى 19% وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب”، مما يعكس شعور الناخبين بالاستياء تجاه الأوضاع الاقتصادية والجدل المحيط بها.

‎في عام 2022، أثارت كيم كيون غضب العامة بعد أن تم تصويرها بشكل سري وهي تتقبل حقيبة كريستيان ديور بقيمة 3 ملايين وون. سلطت “فضيحة حقيبة ديور” الضوء على القوانين المتعلقة بالفساد في كوريا الجنوبية التي تمنع المسؤولين العموميين وزوجاتهم من قبول هدايا تزيد قيمتها عن 750 دولاراً تتعلق بمسؤولياتهم الرسمية.

‎كما وُجهت لها اتهامات بأنها وزوجها الرئيس يون مارسوا نفوذًا غير لائق على حزب قوة الشعب الحاكم لاختيار مرشحي الانتخابات البرلمانية التكميلية في عام 2022.