ظهر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وهو يتناول الطعام في أحد المطاعم بدمشق، وذلك قبل أيام من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن هذا العشاء حمل الكثير من المفاجآت، وذلك بحسب ما قاله “عراقجي” بنفسه خلال حديثه في وسائل إعلامية رسمية ببلاده.

وادعى “عراقجي” أن بلاده كانت تعلم أن هناك مخططاً وراء الكواليس من قبل أمريكا والكيان الصهيوني لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، مضيفا وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) “أن بعد التطورات في غزة ولبنان، كان من الطبيعي أن تستمر هذه التحركات.

وتابع :”على الجانب الميداني والمعلوماتية، كان أصدقاؤنا في أنظمة المعلومات الأمنية الممثلة بالمخابرات في إيران وفي سوريا على علم تام بالتحركات في إدلب وتلك المناطق.. وتم نقل جميع المعلومات السرية ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري”.

وأكد أن الأسد اشتكى من جيشه خلال لقائه الأخير معه في دمشق مضيفا :” “بشار الأسد نفسه، عندما التقيت به أنا والسيد علي لاريجاني مستشار المرشد الايراني، كان متفاجئا من تطورات عسكرية متسارعة واشتكى من سلوك جيشه، ورأى أنه من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب يفسر تصرف الجيش السوري حتى في الحكومة السورية”.

وتابع :”من باب الدبلوماسية العامة، ذهبت إلى مطعم في دمشق خلال الأزمة وكان خطابنا هذا موجها للناس العاديين”، مضيفا أنه تعمد تناول العشاء في أحد مطاعم دمشق للإيحاء بأن الوضع طبيعي لكن هذا العشاء كان الأخير له بدمشق، حيث سقط نظام بشار الأسد، وغادر بعدها البلاد، فيما تمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على مدن رئيسية، أبرزها العاصمة دمشق وحلب.

وعلق على سلوك الجيش السوري تجاه بشار الأسد قائلا: “في رأيي، الجيش السوري أصبح أسير الحرب النفسية.. وكنا على علم بالمؤامرة، حتى إننا عرفنا عدد القوات “هتش” التي تم تدريبها وتنظيمها، وعندما تمت مراجعة المحادثات نفسها مع السيد بشار الأسد، تأثر هو نفسه بوضع جيشه وفوجئ بعدم وجود حافز في الجيش”.

واستطرد : “عندما كنت في الدوحة للمشاركة في منتدى الدوحة 2024، جاءت جميع دول المنطقة للنقاش حول هذه القضية الدول المهمة في المنطقة كانت حاضرة هناك، وكان لنا لقاء مشترك معهم، وكان سؤال الجميع هو: لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة؟ ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة؟ هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع”.

واعتبر الوزير الإيراني أن ما كان مفاجئا في سوريا أمران، الأول عجز الجيش السوري عن التصدي لهذا التحرك الذي بدأ، والثاني سرعة التطورات الحاصلة.

ولفت إلى أن بلاده كانت تنصح الحكومة السورية دائما للحديث مع معارضيها من أجل حل الخلافات، مشيرا إلى عدم مرونة الأسد وبطيء حكومته في هذا الاتجاه.

وأضاف:”الجيش السوري لم يؤدّ مهمت ولم يكن من المفترض أبدًا أن نحل محل الجيش السوري لحل مشاكلهم الداخلية وتسويتها.. أعتقد أن الأمر كان متعلقا بالجوانب النفسية للمسألة، أو ربما هناك كانت قضايا أخرى، والمعارضة أخذت بالاعتبار توقيت تحركاتها الأخيرة في سوريا، مستحضرة مسألة مواجهة إيران للكيان الصهيوني وانهماك روسيا في أوكرانيا، وكل هذا لعب دورا في حساباتهم”.

وأكد أن العامل الأساسي في نجاح المعارضة السورية في الأيام الأخيرة هو الجيش السوري الذي لم يصمد، مضيفا أن حلب لم تكن لتسقط لو كان الجيش السوري صمد أمام المعارضة.