Slaati
منذ 10 شهر03162

مشاركة

خلال زيارة سريعة لمنطقة القصيم، تشرفت بزيارة محافظة عيون الجواء، تلك المحافظة التي سمعت كثيرًا عن جمالها وروعتها، فما إن وطأت قدمي أرضها في يومٍ ممطر، حتى شعرت بالراحة والسكينة تغمرني في تلك المحافظة المباركة، بينما كنت في طريقي، لفت نظري منارات جامع تلوح في الأفق بأناقتها وطرازها المعماري الفريد وإضاءتها، فتراها من كل زوايا المحافظة في أعلى التل، منظر خلاب يعكس جمال ذلك الجامع الذي يُعتبر تحفة معمارية ترتفع بفخر فوق تلك الأراضي.

أسرني هذا المنظر الرائع، وبادرني الشوق للصلاة في الجامع، وما إن وصلتُ إليه، إلا وازدادت دهشتي بجمال وروعة المكان، تنقلت بين أروقته، مدهوشًا بتفاصيل تصميمه المعماري المبدع، وكأنني أقطن في رحاب الحرم المدني،فالأبواب تُشبه أبواب الحرم، والسقف، والأقواس، والأعمدة، والإضاءة الرائعة تتناغم في انسيابية جميلة، لا يُمكنني وصف جمالية هذا المكان في بضعة أسطر، فهو متجاوز في روعة تفاصيله، مما يجعل القلم عاجزًا عن التعبير عن إعجابي.

إن ذلك الجامع الضخم له مكانة بارزة في هذه المحافظة المباركة، فجزا الله خير من أسهم في بنائه، وأجزل الله له الأجر والثواب، وتذكرت الأحاديث في بناء المساجد أمر تتحدث عنه العديد من الأحاديث النبوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بنى مسجدًا لله، بنى الله له مثله في الجنة " (رواه البخاري ومسلم) ،هذا الحديث يُظهر أهمية بناء المساجد كأماكن للعبادة والقرب من الله، ويُبرز فضل هذا العمل وأثره العظيم.

لقد شاهدنا العديد من المساجد المعمرة التي انشُئت في عصور سابقة، وما زالت تقاوم الزمن، مرتادَة من المصلين والمعتكفين وأصحاب الحاجات، إن إنفاق الإنسان ماله في سبيل الخير هو أغلى ما يمكن أن يحتفظ به بعد رحيله، فالإنفاق في أوجه الخير، وخاصةً في الأعمال الخيرية المستدامة، هو أمل كل مسلم.

ليست خسارة أن ينفق العبد ماله في سبيل الله عز وجل، يقول الله عز وجل: "مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۗ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ ۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" فهذه الآية تدل على فضل الإنفاق في سبيل الله، حيث يُعتبر منح الصدقة أو المشاركة في الأعمال الخيرية كقرض يرده الله لفاعله مع مضاعفته ،فالله يَعِدُ بمضاعفة هذه القروض إلى أضعاف كثيرة، مما يعكس سعة رحمة الله وكرمه ،من نحن كبشر لنقرض الغني القادر ذو القوة المتين؟ نتسابق دوماً وراء التجارة والمساهمات الدنيوية، ولكن الحكيم هو من يتسابق في أعمال الخير طامعًا في الأجر والثواب، كل شيء سيفنى، ولن يبقى إلا ما قدمه الإنسان من أعمال صالحة.

وفي الختام، أتقدم بعبارات الشكر والامتنان لأهل عيون الجواء على جمال محافظتهم، والشكر موصول لكل من ساهم في بناء هذا الجامع الجميل، الذي لم أرَ مثله في مملكتنا الحبيبة، عدا الحرمين الشريفين ،أسأل الله أن يبارك فيمن بناه، وفي القائمين على إدارته، وأن يصلح لهم أهليهم وذريتهم، وأن يبارك في أعمالهم وأموالهم.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

35615f2a-d69f-4339-b0e8-e1a23c20e29f.jpg
الإسكان تصدر الاشتراطات البلدية الخاصة بالمباني التعليمية الأهلية
الرياض
منذ 3 دقيقة
0
1346
211b75d1-a87a-4ccb-aff5-999304b53ad1.jpg
بدء التقديم على مقاعد الابتعاث لمرحلة الإقامة الطبية في مستشفيات الشاريتيه بألمانيا
الرياض
منذ 4 دقيقة
0
1350
27e9b3b4-3672-4575-b6af-5c632fff6a3f.jpg
بدء تسجيل 533 ألف قطعة عقارية في 4 مناطق
الرياض
منذ 27 دقيقة
0
1455
IMG-20251221-WA0003.jpg
تكليف نجلاء العمر متحدثًا رسميًا لديوان المظالم
الرياض
منذ 43 دقيقة
0
1532
01ffc632-57e5-4337-94bf-0d98bed60b34.jpg
المملكة تتقدم في مؤشر أداء الأجهزة الإحصائية SPI
الرياض
منذ 49 دقيقة
0
1562
إعلان
مساحة إعلانية