Slaati
عبدالله العامري

يرقات من الريف

منذ 5 شهر01586

مشاركة

في لحظة الإشراق تستنير الحياة بوجهها المضيء في الكون البديع كحديقة سماوية فيها تغاريد الطيور تتمايل عذوبة وإنشاد.

وصوت السماء يهمس للأرض لتهطل الأمطار وتجري الأنهار كأنها تروي لنا أسرار الحياة لتلتقي الأرواح بالخيال ويمتزج الإبداع بالجمال فتنبض القلوب رقة وصفاء وتختلط المشاعر بالشعاع ويشرق الابتسام فرحا في الآفاق .

إنها ثورة تحدثها المشاعر والغريزة بهجة لترتشف من نهرها الحاني لتسقي الأرواح في الأبدان وتنبت بذور الأمل في الأمنيات وتخضر الصحاري المجدبة في النفوس من جفاف الأحزان حياة الأرياف نكهة تروي إبداعها في مذاق الطبيعة .

خرجت هايدي مع كلبها الصغير مثل طفلة تطير مع فراشات الأنهار مفعم ومليء بالسعادة مع هذا الإشراق تريد أن تنعم بمذاق خاص من فراولة الحقل فالحصاد قادم بعد أيام . لكن الصدفة كانت بمثابة مسرحية أحد أبطالها عازف برائعة بيتهوفن يشدو بها في هذا الصباح من ناي مزج العذوبة بقطر الندى دواء ترتشفه القلوب حساء لتبرؤا منه العلل والإنصات يصغي نحو الهوى حتى جاذبت الأنفس فطرة واختلطت المشاعر بالأنفاس في شهيقها لتحدث رجفة ترتج لها القلوب وتنتفض منها الأبدان ، إنه ذاك الشاب الوسيم كاتب قصاصته بحروف الإثارة والإعجاب في ليلة عيد الميلاد ، إنها أحاسيس دغدغت مشاعرها المرهفة لتزيد حروف أوراقه الملقاة يقينا أن هذا الماهر الماكر عزفا بقراءة نغماته وألحانه من هذا النأي النحيل المظلم في دواخله المستنير في عذوبة ألحانه ليطرب الأشجان عنوة لها وقع ، يضمد جراحًا لم تندمل في نفسها ، إنه عازف يعد النغم بأنامله لمن يرعاه الهوى في مراعي الإعجاب ليقع صيدا ثمينا في شباك الغريزة لينتشل حبها الغريق في بحار وليم الذي رممت الأرض عظامه ولن يعود ، كان كاري يتفنن في الغوص بعذوبة الشدو ليغوص في أعماقها لينتزع من أصدافها لآلئ عقدها المتدلي في هواء قلبها ليقبله ويضعه تاجا على رأسه ، إنها لحظات صدود وهمي تراجعت إلى الوراء قليلًا ، فالغرباء نكرة يجعلون الحياء يستتر خلف الأهداب ، التفت إليها وقد احمرت وجنتاها وفضح هذا الاحمرار تساقط شيء مثل ماء النبيذ من خديها إنها سخونة الشعور تتصبب عرقا عندما تبدي الإعجاب لمن يوافق هواك بخجل .

شدها الارتباك بعد أن أمعن نظراته في عيونها إلى الوراء مسكت ثوبها المتلألئ وشدته حول خصرها فتناثرت الأرداف صارخة تستجدي الهروب ، ورفعت ثوبها فبان غصن البان يشدو ليسابق الريح ، لقد وضعها عازف الناي في خبث هوائه المرهف حتى تناثرت أشلاء لا تحسن التصرف .

إلى ،،، يرقة أخرى في ريف الأعمى الذي يحلم أن يرى السماء .

ابتسم أيها الأنيق

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

96723ff3-d6f9-49b8-abdd-5f810832d639.jpg
رئيس مجلس القيادة اليمني يلغي اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات
صنعاء
منذ 19 دقيقة
0
1395
bd678918-63b7-4da9-b3d3-3da655cd9c36.jpg
ضبط 5 مخالفين للائحة الأمن والسلامة لمزاولي الأنشطة البحرية
مكة المكرمة
منذ 26 دقيقة
0
1422
2d6af7a0-bfb9-4198-88bc-39cef414974b.jpg
مجلس الدفاع الوطني باليمن: على الإمارات الالتزام الكامل بنص قرارات قيادة الدولة اليمنية
صنعاء
منذ 28 دقيقة
0
1431
b5e240af-7bce-4922-a92d-a17a3d366fc1.jpg
مصرع طيار سقطت طائرته في البحر بأول مهمة له.. فيديو
وكالات
منذ 36 دقيقة
0
1459
3b3bc17b-4826-43c8-854c-41d9ebf42a08.jpg
أب ينهي حياة أطفاله الأربعة و5 أشخاص آخرين
وكالات
منذ 43 دقيقة
0
1477
إعلان
مساحة إعلانية