أعراض الوسواس القهري وكيفية التعامل معه

خاص
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي وعصبي يجعل الدماغ عالقًا في دائرة من المخاوف أو الأفكار المتكررة وغير المنطقية. هذه الأفكار تكون غير مرغوبة وتسبب قلقًا شديدًا، مثل الخوف من الجراثيم أو الإيذاء أو الفوضى، ويقابلها سلوكيات قهرية يحاول من خلالها المصاب تخفيف هذا القلق، كغسل اليدين بشكل مفرط أو التحقق المستمر أو العد والتكرار. ورغم إدراك الشخص في كثير من الأحيان أن هذه الأفكار غير منطقية، إلا أنه يشعر بعجز واضح عن السيطرة عليها.
وأشار الأطباء لمجموعة من الأعراض التي قد تثير القلق لدى بعض المرضى ما يُعرف بالأحاسيس الجسدية الغريبة، حيث يشعر البعض بوجود شيء يتحرك على الجلد، وهو إحساس قد يكون ناتجًا عن تفسير الدماغ الخاطئ لمؤثرات طبيعية بسيطة مثل احتكاك الملابس أو تغير درجة الحرارة.
وكما قد يعاني آخرون من إحساس مبالغ فيه بالحكة أو الحرش، لدرجة الشعور بالألم أو التسبب بجروح في الجلد، دون وجود سبب عضوي واضح. هذه الأحاسيس غالبًا ما يفسرها الدماغ بشكل قهري، فيربطها بالخطر أو التهديد، مما يدفع الشخص إلى فرك الجلد أو التحقق المستمر، وهو ما يزيد الأعراض سوءًا.
وتحدث هذه الأحاسيس نتيجة عدة عوامل، أبرزها القلق والضغط النفسي الشديد، حيث يؤدي التوتر إلى زيادة حساسية الجلد وظهور أحاسيس غير حقيقية. كما أن الدماغ في حالة الوسواس القهري يكون مهيأً لتضخيم أي إشارة جسدية بسيطة وتفسيرها على أنها مؤشر خطر، حتى وإن لم يكن هناك خطر فعلي.
والتعامل مع هذه الحالة يبدأ بالاعتراف بأن هذه الأحاسيس جزء من الوسواس القهري وليست دليلًا على مرض جسدي خطير. العلاج السلوكي المعرفي يُعد من أكثر العلاجات فعالية، إذ يساعد على تعديل طريقة التفكير وتقليل التفسيرات المبالغ فيها للأحاسيس الجسدية ، كما أن تقنيات التعرض ومنع الاستجابة تساعد الدماغ على التعود على تجاهل هذه الأحاسيس دون الاستجابة لها بسلوكيات قهرية.
وفي بعض الحالات، تُستخدم الأدوية المخصصة لعلاج الوسواس القهري والقلق، والتي تسهم في تخفيف شدة الأعراض. كذلك تلعب التمارين وتقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا دورًا مهمًا في تقليل التوتر والأعراض الجسدية المصاحبة له، مع ضرورة تجنب العادات المؤذية كخدش الجلد أو التحقق المستمر، لأنها تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
ويُنصح بمراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي إذا كانت هذه الأحاسيس تسبب ألمًا شديدًا أو تؤدي إلى جروح ودم، أو إذا كان الوسواس القهري يعيق الحياة اليومية بشكل واضح، أو إذا ترافق مع اكتئاب شديد أو أفكار إيذاء النفس. التدخل الطبي والنفسي المبكر يساعد على وضع خطة علاج مناسبة وآمنة للتعامل مع الوسواس القهري والأحاسيس الجسدية المصاحبة له بطريقة علمية فعالة.






