Slaati
زياد بن منصور القرشيزي

ارحموا الشباب وخففوا تكاليف الزواج

منذ 3 شهر01835

مشاركة

حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج فقال: (يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء). رواه البخاري ومسلم.

ولا شكَّ أنَّ الزواج له فوائدَ كثيرة منها: تكثير النسل الذي حثَّ عليه رسول الله صلواتُ الله وسلامُه عليه حيث قال في حديث أبي داود: (تزوَّجوا الودود الولود؛ فإنِّي مكاثرٌ بكم الأمم).

ومنها: أنَّه سكَنٌ للنفس، ومَتاعٌ في الحياة، وطمأنينةٌ للقلب، وإحصانٌ للفرج.

أيها الآباء والأمهات أعينوا وساعدوا الشباب والبنات على الزواج، واترُكوا المغالاة في المهور؛ فإنَّها من أسباب تأخير الزواج، واحذَرُوا من الإسراف والمباهاة في الولائم؛ فإنَّ أكثرها يرمى في الأرض، وربما وُضِعَ في القمامة ، فاحذَرُوا العُقوبات، لقد كثُر الشباب العزاب، وتضاعَف عدد الشابات غير المتزوِّجات، وحرم الجميع لذَّة الحياة، ولا شكَّ أنَّ من أعظم الأسباب في ذلك كثرةَ المهور والطلبات.

ومن المأسوف له أنَّ أمر المهر أصبح لدى الكثير من الرجال بيد النساء، ولم يبقَ للرجل قيمة في أمر ابنته، وأصبحت النظرة للمال لا للرجل؛ لأنَّ الأمر عاد للنساء، وأصبح الضحيَّة الشاب والشابَّة، وربما ترتَّب على ذلك مفاسد قد لا يُدرِكها الكثير، لقد أمر الله بالتزويج، ولم يجعل الفقر عيبًا، ووعَد بالغنى؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي عام المملكة-رحمه الله- هذا السؤال: هناك بعض الآباء يتجاوزون في المهور، نريد أن توجهوا لهم النصيحة لعل الله أن يهديهم في ذلك ؟.

فأجاب: “هذا أمر عام ومصيبة كبيرة، وهي المغالاة في المهور، ونصيحتي لكل مسلم أن يدع ذلك، وأن يحذر المغالاة في مهر بنته أو أخته أو قريبته الأخرى، وأن يتساهل في ذلك ويرضى بالمهر المناسب الذي يعين المرأة على حاجاتها المعروفة، ولا يكون فيه إرهاق للزوج ولا منع للنكاح، هذه الكل يشكو منها، مسألة المغالاة في المهور، والمغالاة أيضاً في الولائم، كلتاهما ضارتان،

فينبغي للأولياء وللنساء أيضاً أن لا يشددوا في ذلك بأن ترضى المرأة وأمها وقراباتها بالشيء المناسب، كما يرضى الأب وبقية الأولياء بذلك، بعض الأحيان قد يكون الأب يرضى أو الولي لكن لا ترضى أمها وأختها ونحو ذلك، وربما حملته أمها على المغالاة.

فالحاصل: أن هذا مطلوب من الجميع؛ مطلوب من الأم والخالة والبنت نفسها، مطلوب من الأب، مطلوب من الإخوة، مطلوب من الأجداد، كلهم يتعاونون في تسهيل المهور وعدم المغالاة حتى يتيسر تزويج قريباتهن.

أما مع المغالاة فإن البنت تبقى حبيسة البيت ولا يتقدم لها إلا القليل من الناس، ليس كل واحد عنده القوة على المهر المرتفع، ثم هذا لا ينبغي لأن المغالاة في المهور تفضي إلى فساد كبير، إلى تعطيل البنات والأخوات، وتعطيل الشباب، والوقوع في الفواحش، هذا كله شره عظيم وعاقبته وخيمة.

كذلك الولائم ينبغي ألا يعني يتنافس فيها، بدل ما يذبح عشر ذبائح خمسة عشر يكتفي بواحدة أو ثنتين أوثلاث، بدل ما يدعو مائة مائتين يدعو خمسة، عشرة من أقاربه الأدنين ويكتفي بذلك حتى تكون النفقة أقل، وحتى يستطيع أن يتقدم للزواج، لكن إذا ذكر أن هناك ولائم تحتاج إلى ألوف بل عشرات الألوف مع مغالاة المهر، فإن هذا كله يسبب تعطيل الرجل وتعطيل البنت جميعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله للجميع الهداية. نعم”.

فالبركة والسعادة والسكينة والاستقرار ونجاح الزواج في التيسير والتسهيل في الزواج.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-09-28 at 11.52.21 PM (1).jpeg
الاتحاد يضع يورجن كلوب في صدارة خياراته لقيادة الفريق الأول
ماجد محمد
منذ 2 ساعة
0
1484
WhatsApp Image 2025-09-28 at 11.42.50 PM.jpeg
غموض يُحيط بمستقبل بنزيما مع الاتحاد قبل الميركاتو الشتوي
نواف السالم
منذ 2 ساعة
0
1467
WhatsApp Image 2025-09-28 at 9.37.13 AM.jpeg
طبيبة تكشف عن إشارات مبكرة قد تنذر بالسكتة الدماغية  .. فيديو
أميرة خالد
منذ 2 ساعة
0
1471
WhatsApp Image 2025-09-28 at 6.32.17 PM.jpeg
10 خطوات بسيطة للحفاظ على مصابيح سيارتك
أميرة خالد
منذ 2 ساعة
0
1471
WhatsApp Image 2025-09-28 at 5.46.53 PM.jpeg
دراسة تكشف عن أنواع الألياف الأكثر فاعلية في تنظيم السكر وفقدان الوزن
أميرة خالد
منذ 2 ساعة
0
1475
إعلان
مساحة إعلانية