Slaati
منذ 3 ساعة01335

مشاركة

الإنسان ليس بمأمن عن الأزمات في مراحل حياته ، فهو معرض لها حسب اختلافها وتنوعها وتدرج صعوبتها ، وردّة فعلهِ تجاهها ، حسب مرحلتهِ العمرية وحسب ثبات شخصيتهِ ونضجهِ العقلي..

ولكن المسلم مميزاً عن بقية البشر حيث طوعه ُ الله وجعل التزامه ُ بدينه ِ يصبغهُ بطابع الشخصية المرنة ، و ذو روح أرتاضت على الصعوبات ومواجهتها ؛ فكان هناك الاستعانة بالصبر والصلاة ، قال تعالى في سورة البقرة:( يَا َأُّيهَا الَّذِين آمَنُوا استَعِينُوا بِالَّصبْرِ وَالَّصلَاةِِ إَّن الله مََع الَّصابِرِين)..

مع احتساب الأجر والمثوبة من الله ، على لجوئهِ لله والدعاء بتفريج الكربة وانبلاج الأزمة وإنفراجها ، وصبرهِ على المصاعب والمصائب ، قال تعالى : (وَبشّرِ الصّابرين الّذِين إذا أصابَتَهُم مُصيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجعُونَ أولئِك عَلَيهِم َصلَوات مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَ أؤلائك هُمُ المُهتَدُونَ) سورة البقرة (الآيات 155-157)..

وهنا أريد الحديث عن أكبر الأزمات على قلب وروح الإنسان ، ودونها تصغُر المصائب ، إنها أزمتي(المرض والموت) تستثقلها الروح ويقف القلب حائراً تجاهها ويشرد الفكر ويتشتت إزائها ، وتعجز الجوارح عن تقبلها في بادئ الأمر ؛ ولولا لُطف الرحمن وكرمهِ بعبادهِ ماطاق الإنسان مصيبة المرض المستعصي ، ولا فراق غالي يخطفه ُ الموت ، و يأخذ معه ُ بهجة قلب الحي.. 

والإنسان تجاه هذه المصيبتين يقف ثلاثا ًمن المواقف ولنتفق بأن جميعهم لا ملجأ لهم غير الله الجبار لقلوبهم ، اللطيف بأرواحهم..

فالأول من يرى الناس سلواه في أزمتهِ بعد الله ، فتجدهُ يبحث عن أهلهِ ورفاقهِ وأصدقائهِ ويتمنى أن يحيط به الجميع وكأنه يرى بهم الأمان وطرد الخوف والقلق ومساندتهِ على تجاوز الأمر.. 

بينما الثاني من يجنح بعد الله إلى العزلة ويركن للهدوء ، وكأنهُ يجد فيهما متسع للعودة للذات والتفكر والتأمل ، واستعادة التوازن وتصفية حسابات سابقة لهُ ؛ من ترتيب أولويات واهمال وتهميش التوافه ومراجعة النفس والركون إليها ، وكأنهُ بذلك يساعد نفسه ِ على تجاوز الأزمة بعيداً عن الناس ؛ حيث يرى الناس في هذا الموقف مصدر إزعاج له ُ لا راحة.. والثالث من يخلط بين الأمرين فنجدهُ يحتاج للناس من حوله ولكنه يعيش حالة من تصفية الحسابات والتفكر والتأمل ، و يجعل الشيئين عكازين يرفعانه ُ من السقوط أرضاً ، و يمكنانهُ من مواصلة طريقهُ وتجاوز أزمتهِ.. 

يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى: ثلاث يعز ّ الصبر عند حلولها ويذهل عنها عقل كل لبيب.. 

خروج اضطرار من بلاد يحبّها وفرقة إخوان وفقد حبيب.. 

وهنا نُسلّم بأن الأزمات هي من تصنع وتُشكّل وتصقل شخصية الإنسان وفكره وعقله.. 

بالأزمات ننضج ونكبر ، لا بتقادم العمر..


التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

a8632fa1-9017-4e96-bbe4-026f1ed956f1.jpg
جيسوس ينتظر نتائج فحوصات سيماكان
الرياض
منذ 13 دقيقة
0
1364
93623b5a-2eb3-4721-93eb-f2098da945f7.jpg
أخضر الشباب يتعادل مع تشيلي ودياً..صور
الرياض
منذ 15 دقيقة
0
1360
3c6f1264-d7d5-44dc-9289-35eeed754fa7.jpg
مدرب الشباب: أتمنى الخروج بنتيجة إيجابية أمام الهلال وأدعو الجماهير للصبر
الرياض
منذ 18 دقيقة
0
1362
49823d2d-45f4-4937-8e55-6ed06367c5bd.jpg
سيميتش يستمتع بعطلته في البر .. فيديو
الرياض
منذ 18 دقيقة
0
1365
6fb04d52-e1ed-4003-8f0a-46358f4d2171.jpg
4 لاعبين بالاتحاد يغيبون عن مواجهة الخليج
الرياض
منذ 18 دقيقة
0
1374
إعلان
مساحة إعلانية