Slaati
منذ 1 سنة02273

مشاركة

أنفاسه الدفينة تجعدت على خطوات الإطراق المنعزل فقد كانت تلك السحب الحالكة تبحث في جوف عزلته عن ترنيمة الغبطة وظلال ضوئه تبخرت بعد أن غابت غُرَّة ربيعه حول ضاحية الذهول.

تغرَّب بوحه حتى تسرب بكل هاجسٍ إلى مسامه المنتفخه داخل تُخوم البكاء التي قلما تصيح وسط حنجرة ذلك الوجه المرتعد.

حينها لم تكن هنالك الجلبه في يديه بل جاء يبحث تحت أنقاض الليل الموجع عن بحر السكون .

أقدامه مكينة وخطاه صلدة تمتد جذورها بين إطلالة ذلك القرص المستدير باضاءته الخافته على جبين العتمه. أريج تفجر في صمته بدلال حتى دبَّت في مخيلته الحياة.

سبيلٌ سرمدي يمضي فيه وذاكرة الزمن تنهض بعد الغروب لديه وقدماه تأبى إلا أن تُهرول على أرضية فضاءه فنباتاته باسقه وأزهاره متفتحه وغصونه لانهاية لها.

ترتجف وريقات ملونه من أعوادٍ ثائرة وهو في مسلكه إلى ذلك الطائش المديد الذي يسمع هدير أمواجه.

فبعد أن تزول من عالمه تلك الصائفة والتي تمد مسافته بشعاع فاخر يفر بقدميه نحو تلك المهجة التي يجد بولوجها ملاحة الأمل ..

الأمل في مناجاة من حوله بما يعصف به من أسى وخيال..

ليس من طرفٍ واحدٍ فقط وإنما بحنوٍ متبادل قد يرضي غرور الطرف الآخر فالهدوء توأم الإرتياح نحو ذلك الأمل أو تلك الأحلام فالأحداق المُطمئنة تجد عاطفتها المندوحةُ حينما تصدح أنشودة السكون والتبرير حينها يستطيع أن يُقدم شدو المنطق بروافد وديعة فالشفاه المثمرة بالسكوت تجد على أطراف عناقيدها بقايا الأمنيات الواعدة والتي تفوح منها رائحة الشميم..

وقف كثيراً بين أمله وحلمه يتأمل في ذلك الساق من ذلك الغصن المتعرج من تلك الباهية بفستان عرسها الزبرجدي فقد كان في تلك اللحظة البهية يهم بإنتفاضته المرتقبة ليمسح عن جبهته قطرات الندى التي غصَّت بها كاحله فمن الفلق وهي تلتصق بذراته حتى ألمَّ بها الوهن فكان ماكان أمام عينيه فتقهقر بلينٍ كما هي عادته بعد أن ودعته تلك السامقة بنظرة رجاء أنعمت بها عليه ..

وهو في دربه وحيداً مع عاشقي نجواه نظر إلى الأعلى فإذا بها تتأرجح أمام ناظريه في شهوة بعيدة عن القُبلة الباردة فقد كانت مسرورة لأن تعطيه بعض ماتشعله بين كفيها من وهج صامت ..

أرتاح قليلاً وهو يُبعثر نظره نحو ماكانت ترمي إليه قدماه فوجدها أسرابًا يفوق وصفها ملتئمة جسورة ومفتولة تسحق الأرض بإسلوبها الصموت.

إقترب كثيراً بأقدامه الحافية نحو من كان فسيحاً في البريق فانحسر مداه في بُعدٍ صغير من أعين الدُجنة ووقف حينها بوجوم فاتن على بداية مشارفه ليستعيد رؤاه في عالم ٍ قد خلَّفه وراءه مليء بالتشدق والثرثرة والضجر…

زاخرٌ بأشواك الورد و لا ورد في الشجر … موسرٌ بأصابع النسيان ويرقاتٍ معتقةٍ على حجر … فهل نفاوض الموت فينا أن ندع المراثي تأكل ماتبقى من أثر !!!

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-09-29 at 2.28.18 AM.jpeg
فلاتة: العقوبات متناسبة والدهش ينتقد غياب إدارة الأزمات في العروبة  .. فيديو
ماجد محمد
منذ 47 دقيقة
0
1425
WhatsApp Image 2025-09-29 at 3.00.52 AM.jpeg
محامٍ يوضح حق فسخ عقد النكاح بسبب التغييرات التجميلية الجذرية  .. فيديو
الرياض
منذ 57 دقيقة
0
1432
WhatsApp Image 2025-09-28 at 8.37.00 PM.jpeg
بيت الرياضة الفالح يطلق برنامج تدريب مبتدئ بالتوظيف في الرياض
فاطمة المالكي
منذ 57 دقيقة
0
1425
WhatsApp Image 2025-09-28 at 8.27.33 PM.jpeg
شاب يصدم أسرته بحضوره جنازته: أنا حي
خاص
منذ 57 دقيقة
0
1448
WhatsApp Image 2025-09-28 at 6.07.34 PM.jpeg
المياه الغازية: بديل منعش وصحي إذا تم استهلاكها باعتدال
أميرة خالد
منذ 57 دقيقة
0
1430
إعلان
مساحة إعلانية