Slaati
أحلام أحمد بكري

العزلة الاختيارية

منذ 4 يوم01637

مشاركة

مؤنسةٌ للنفس ، مريحة ٌ للأعصاب جالبة الهدوء للروح ، وتصل بالفكر للتنوير والإبداع ؛ هذه هي العزلة الإجتماعية الإختيارية التي يحتاجها الفرد من حين لآخر في حياتهِ.. 

ويحتاج الفرد لثلاث أشياء كي ينجح في فتح باب العزلة: (إقتناع ، جُرأة ، قرار )قال تعالى في سورة مريم (قَال رَبّ اجعَل لِي آيَةًۚ قَال آيَتَُك َأَلّا تُكَلِّمَ الَنّاس ثَلَاث لَيَالٍ سويّا) آية(١٠)..
 
الرغبة في تجنب الشعور بالازعاج ؛ الناتج عن التواجد مع الناس بكثرة وباستمرار ، بحيث يشكل التواجد الاجتماعي ضرراً على الفرد ، و يفضل حينها أن يكون منعزلا ً باختيارهِ ، لا قسرا ً.. 

وهنا يجب التفرقة بين العزلة والوحدة ، فالوحدة نتاج عوامل نفسية واجتماعية ومادية ومرضيّة ؛ تجعل الفرد يتجنب الناس عمداً.. 

بينما العزلة يختارها الفرد ليهرب من مجتمعهِ ، وينأى بنفسه طلباً للراحة والهدوء ، بحثاً عن التأمل والاعتكاف مع الذات ، متحرراً من الواجبات الاجتماعية فترة من الزمن.. 

رغبة في ترتيب أولوياته والالتفات إلى اهتماماته ، متحرراً بفكره ِ بعيداً عن أقرب الناس إليه ؛ ليستطيع العودة بكامل نشاطه وحيويته للمجتمع..

وهنا أشير إلى أن المنعزليين ليس شرطاً من يفتقروا لمهارة التواصل مع البشر فينعزلوا ؛ بل على العكس هم أفراد لديهم المهارات الكافية للتعامل مع البشر ولكن لديهم درجة الإحساس عالية جداً ؛ تصل بهم للتعب والإرهاق النفسي أثناء التعامل مع الناس ، هم ببساطة أفراد مرهفين وكثيراً منهم مبدعين ، يجنحون للعزلة لصفاء أذهانهم وسمو أرواحهم والرقي بافكارهم .. 

فترات العزلة عامل مساعد ومفيد ، يجعل الفرد أكثر استعداداً لمخالطة المجتمع مرة أخرى فالغياب العرضي الاختياري من وقت لآخر للترتيب ولهدوء النفس وللارتقاء بالروح ؛ يساعد في نهاية الأمر على التركيز على المدى البعيد.. 

هناك خطر على الأفراد الذين لم يمارسوا العزلة على الإطلاق نجدهم أكثر تشتتاً ، وفوضى في حياتهم ، وأكثر عصبية أثناء ممارسة حياتهم العادية ، وأكثر صداماً مع بقية البشر ؛ فقد شكلت الضغوطات الاجتماعية على أنفسهم عبئاً ، وهم لا يشعرون ولا يدركون ذلك .. 

وكأنهم بحاجة للتنبيه من شخص آخر ؛ ليفتح لهم الضوء الأخضر و يقول لهم أنهم بحاجة لعزلة ولو لوقت قصير ؛ لترتيب الفوضى التي تعصف بهم ..

يقول العالم توماس أديسون: “أفضل التفكير يكون في العزلة أسوءه ُ ما يكون في الزحام”.. 

ويقول الكاتب وديع سعادة : “كأن الاحتفاء بالذات لا يتُم إلا بالعزلة وكأن الاحتفاء بالحياة لا يكون إلا بالصمت”.. 

ومن الصعب أن تكون مسترخياً بشكل كامل ، و مدركاً لذاتك ومتأملا ًفي حياتك ، دون ممارسة العزلة الاجتماعية من وقت لآخر..

فرفقا ًبأنفسكم من حين لآخر..

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

59981.jpg
ديوان المظالم يتيح المشاركة بالأفكار الإبداعية لتعزيز الشمولية الرقمية في الخدمات القضائية
الرياض
منذ 17 دقيقة
0
1393
5555555555555555.jpg
القضاء البريطاني يعاقب هاربة صينية احتالت على 128  ألف شخص
لندن
منذ 26 دقيقة
0
1416
30d34d53-fdfd-4cc5-9e55-cd24983c8e89.jpg
الرزيحان: الهلال لم يوفق في اختيار كايو.. فيديو
الرياض
منذ 29 دقيقة
0
1434
f69e7482-b8eb-49c8-a0fe-53a108b7f679.jpg
رئيس تشيلي غابرييل بوريك يكشف عن معاناته من اضطراب الوسواس القهري.. فيديو
وكالات
منذ 32 دقيقة
0
1437
استخدام جديد لجهاز الرنين المغناطيسي في اكتشاف أمراض القلب
استخدام جديد لجهاز الرنين المغناطيسي في اكتشاف أمراض القلب
خاص
منذ 39 دقيقة
0
1451
إعلان
مساحة إعلانية