Slaati
فوزية الشيخيفو

حلق بذاتك وترفع عن قاع الجاهلين

منذ 11 شهر02615

مشاركة

دائمًا ما كان يروق لي أن أجالس فئات معينة من البشر، ولكن ليس أي فئات، بل أولئك الذين يتسمون بالأناقة. والأناقة هنا لا تنحصر على المظهر فقط، بل تتعداها إلى ما هو أكثر من ذلك، فهناك أناقة الحضور والفكر والأخلاق والتعامل والحديث.

يروقني مجالسة أنيقي الروح، أصحاب الشخصيات اللبقة الذين لديهم رؤية ومنظور مختلف للحياة عن الناس العاديين، الأشخاص الذين يتمتعون بكاريزما راقية وملفتة. أعي جيدًا أنه كلما كان الشخص راقيًا، فإن ذلك ينعكس على شخصيته، فستجده بطبيعة الحال راقيًا في كل شيء: في اهتماماته، وفي أفكاره، وأفعاله، وأقواله. سيكون فطنًا لقيمة الوقت واللحظة، ويكون دائمًا باحثًا عن السمو، منشغلًا بصنع عالمه المليء بكل جميل.

يروق لي مجالسة الأشخاص الذين يرون أن المحن هي في حقيقتها منح، معتمدين على ذلك بقدرة الخالق والإيمان الراسخ والثقة بالله تعالى في كل الأمور. كما يروق لي مجالسة من تبهرني طريقتهم في تعاملاتهم مع شتى ظروف الحياة. فهم لا يتحدثون عن التحديات التي تعتريهم لأنهم لا يحبون الحديث السلبي ولا تأثيره، بل إنهم يعشقون الإيجابية والنظرة المتفائلة المنبثقة من رضاهم الداخلي ويقينهم بأن الله سبحانه معهم دائمًا.

يروق لي جدًا مجالسة أصحاب العقول النيرة المبدعة التي تسعى لتطوير وتحفيز ذاتها والانشغال بتنمية مستويات التفكير ونقله من وضعية الضحالة إلى العمق. يروق لي مجالسة الأشخاص الذين يثرون دواخلي بحصيلة تجاربهم، مما يزيدني تعلمًا وفهمًا وإدراكًا للحياة بجميع جوانبها، وينقلني كل ذلك إلى عوالم مختلفة تجعلني أنهض بفكري وتوجهاتي نحو الأفضل.

وعلى النقيض تمامًا، فأنا أمقت وبشدة مجالسة أولئك الفارغين القابعين في زاوية التفاهة، الذين لا فكر لديهم ولا منطق ولا هدف منشود سوى الانشغال بالآخرين وتتبع عثراتهم، ومن أكبر أهدافهم وتطلعاتهم تصيّد الزلات وإصدار الأحكام جزافًا على كل من يصادفونه في طريقهم. حياتهم باهتة بلا قيمة ولا معنى ولا طموح ولا إرادة.

دائمًا ما أفر بذاتي من المجتمعات التي تحوي مثل أولئك الأشخاص، فتلك المجتمعات لا تناسبني ولا يروق لي التواجد في محيطهم بأي شكل من الأشكال، لأنني شديدة الحرص على نظافة فكري وعقلي من أن يدنس بشوائب ممن تتشابه أيامهم مع بعضها البعض.

لم تكن نظرتي يوما للأمور من ناحية الكم وإنما من ناحية الجَوْدة، ولم أقيم عملي يوما بالجُهد وإنما بالنتيجة ومن قناعاتي أن الأثر لا يكون بالمظهر، إنما بالجَوْهَر، وأن المحبة ليست بالقَوْل، إنما بالفعل؛ عندها فقط اتجهت نظرتي إلى العُمق، وكانت غايتي الجَدوَى وضالتي الحِكمة، ومطلبي هو السداد؛ حينها فقط وجدت أنني أُقَيِّم وأَنظر إلى الأشياء من حولي بشكل مختلف تمامًا.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

61f23c60-0a02-4fa5-b4de-220a974f8692.jpg
سواريز: نستهدف ربع نهائي المونديال وغياب مشاركة اللاعبين يقلقني.. فيديو
ماجد محمد
منذ 13 دقيقة
0
1373
99ca3a96-eeb9-4149-a8a1-20e3071762d1.jpg
البكيري: مطلب إقالة بلان تم تنفيذه طاح الحطب
ماجد محمد
منذ 22 دقيقة
0
1392
56cad14c-33d2-4bc3-afc0-97ebd7359fbb.jpg
خميس: ليالي العيد تبان من عصاريها والنصر المرشح الأكبر للبطولة.. فيديو
ماجد محمد
منذ 23 دقيقة
0
1385
d878fd2a-cb0c-40b9-bf13-a4c28e20f7a4.jpg
راكان الوابل: إصابة سالم الدوسري سببها كثرة المشاركات.. فيديو
ماجد محمد
منذ 43 دقيقة
0
1431
d53a4aa2-fdd2-4393-9d4f-138474964264.jpg
وليد الفراج: جدول المباريات أعطي النصر انطلاقة قوية لكنه سيسبب له ضغطاً في منتصف الموسم.. فيديو
ماجد محمد
منذ 54 دقيقة
0
1456
إعلان
مساحة إعلانية